■♥︎■ إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ■♥︎■


 الحمد لله العلي الأعلى♥︎ .الولي المولى♥︎ الذي خلق وأحيا♥︎ وكتب على خلقه الموت والفناء♥︎ والبعث الى دار الجزاء♥︎ لتجزي كل نفس بما تسعى♥︎ والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم♥︎ وعلى آله وأصحابه  الطيبين الطاهرين♥︎ وسلم تسليما كثيرا♥︎■♥︎  ◆ أما بعد  ◆ يقول الله تبارك وتعالى●♥︎●《▪︎ إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال♥︎ فأبين أن يحملنها وأشفقن منها♥︎ وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا▪︎》♥︎●♥︎ صدق الله العظيم

◆◆■●♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎●■◆◆

 وهنا يشير الله تبارك وتعالى إلى فضل الإنسان ♥︎■♥︎ والخاصية التي تميز بها الإنسان عن سائر الخلق السماوات والأرض والجبال♥︎●♥︎ وصار بهذه الخاصية♥︎ وبهذا الفضل مطيقا ومتحملا  لحمل أمانة الله سبحانه وتعالى♥︎■♥︎ وتلك الأمانة هي المعرفة والتوحيد♥︎●♥︎ وأن يكون قلب كل إنسان♡ مستعد لحمل هذه الأمانة ومطيق لها في الأصل♥︎■♥︎ ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم♥︎●♥︎《 كل مولود يولد على الفطرة♥︎ وإنما أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه▪︎》♥︎■♥︎ ويقول أيضآ رسول الله صلى الله عليه وسلم 《▪︎لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم♥︎ لنظروا الى ملكوت السماء▪︎》♥︎●♥︎ إشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم♥︎ إلى بعض هذة الأسباب التي تكون هي الحجاب بين القلوب وبين الملكوت♥︎■♥︎ فشرف الإنسان وتفضله الذى تفوق به♥︎ على كل الخلائق كالسماء والأرض والجبال♥︎●♥︎ بإستعداد هذا الإنسان لمعرفة الله سبحانه وتعالى♥︎■♥︎ المعرفة التي هي في الدنيا جماله وكماله وفخره♥︎ وتكون هذه المعرفة له في آخرته عدته وذخيرته ♥︎●♥︎وإنما هذا الإنسان أستعد للمعرفة بقلبه لا بجارحه من جوارحه♥︎■♥︎ 

♥︎♥︎♥︎♥︎■●●■♥︎♥︎♥︎♥︎

فالقلب هو العالم بالله♥︎ وسر الأمانة التي عرضها الله♥︎●♥︎ ولم يقبلها أي خلق من خلقه وقبلها الانسان ♥︎■♥︎والذي قبلها نيابة عن الإنسان هو القلب♥︎ قلب الانسان هو الذي قبل بهذة الأمانة♥︎●♥︎ لأن القلب هو العالم بالله وهو المتقرب الى الله♥︎♥︎♥︎ وهو العامل لله وهو الساعي الى الله والقلب هو المكاشف بما عند الله♥︎■♥︎ وبما لدى الله ◆♥︎◆وإنما الجوارح أتباع وخدم وآلات♡ يستخدمها القلب ويستعملها إستعمال المالك للعبد♥︎●♥︎ وأستخدام الراعي للرعية والصانع للألة♥︎■♥︎ فالقلب هو المقبول عند الله وهو المحجوب عن الله إذا صار مستغرقا بغير الله♥︎●♥︎ وهو المطالب وهو المخاطب● وهو المعاتب وهو الذي يسعد بالقرب من الله♥︎■♥︎ فيفلح إذا ذكاه وهو الذي يخيب ويشقى إذا دنسه ودساه♥︎●♥︎ وهو المطيع بالحقيقه لله تعالى♥︎ وأن الذي ينتشر على الجوارح من العبادات فهى أنوار القلب♥︎■♥︎ والعاصي المتمرد على الله والساري الى الأعضاء من الفواحش فهى آثاره♥︎●♥︎ وبإظلامه وأستنارته تظهر محاسن الظاهر ومساوئه♥︎ إذ كل إناء ينضح بما فيه♥︎■♥︎ وهو الذي إذا عرفه الإنسان فقد عرف نفسه وإذا عرف نفسه فقد عرف ربه♥︎●♥︎ وعرف الله وهو الذي إذا جهله الإنسان فقد جهل نفسه♥︎ وإذا جهل نفسه فقد جهل ربه♥︎■♥︎ ومن جهل قلبه فهو بغيره أجهل♥︎●♥︎ إذ أكثر الخلق جاهلون بقلوبهم وأنفسهم وقد حيل بينهم وبين أنفسهم♥︎■♥︎

■●■□♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎□■●■

 فإن الله يحول بين المرء وقلبه♥︎●♥︎ وحيلته بأن يمنعه عن مشاهدتة ومراقبتة♥︎ ومعرفة صفاته وكيفية تقلبه بين أصبعين من أصابع الرحمن◆♥︎◆ وإنه كيف يهوي مرة الى أسفل السافلين♥︎ وينخفض الى أفق الشياطين♥︎■♥︎ وكيف يرتفع مرة آخرى الى أعلى عليين♥︎ ويرتقي الى عالم الملائكة المقربين♥︎●♥︎ ومن لم يعرف قلبه ليراقبه ويراعيه♥︎ ويترصد لما يلوح له من خزائن الملكوت عليه♥︎■♥︎ فهو ممن قال الله تعالى فيهم《▪︎ نسوا الله فأنساهم انفسهم اؤلئك هم الفاسقون▪︎》♥︎●♥︎ فمعرفة القلب وحقيقة أوصافه أصل الدين♥︎■♥︎ وأساس طريق السالكين♥︎●♥︎ والقلب في الأساس هو المتلقي للأمانة♥︎■♥︎ التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال♥︎■♥︎ فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان♥︎●♥︎ فالقلب هو الذي حمل الأمانة كناية عن الإنسان♥︎●♥︎ فلذلك القلب هو كل شيء♥︎ هو المحرك هو المؤمن هو كل شيء بالنسبة للإنسان♥︎■♥︎ والقلب هو قطعة لحم مودعة في الجانب الأيسر من الصدر♥︎●♥︎ وهو لحم مخصوص♥︎◇♥︎ وفي باطنه تجويف وفي ذلك التجويف دم اسود هو منبع الروح ومعدنه♥︎■♥︎ ولسنا هنا نقصد الآن شرح شكله وكيفيتة إذ يتعلق بهذا الأمر شرحه الأطباء♥︎●♥︎

◆♥︎♠︎♥︎■♥︎□♥︎●♥︎○◆

 فهذة قطعة اللحم التي تسمى القلب هو من عالم الملك والشهادة♥︎■♥︎ وهو الذي أراده الله تعالى بقوله♥︎●♥︎ 《▪︎قل الروح من أمر ربي ▪︎》♥︎■♥︎وهو أمر عجيب رباني تعجز أكثر العقول والإفهام عن درك حقيقته♥︎●♥︎ وما يعلم جنود ربك إلا هو♥︎■♥︎ فلله سبحانه وتعالى في القلوب والأرواح وغيرها من العوالم جنود مجندة♥︎●♥︎ لا يعرف حقيقتها وتفصيل عددها إلا الله سبحانه وتعالى♥︎■♥︎ ومن بعض جنود القلب♥︎ فالقلب له جندان♥︎◆♥︎ جند يرى بالإبصار وجند لا يرى إلا بالبصائر♥︎●♥︎ وهو في حكم الملك♥︎ والجنود في حكم الخدم والأعوان♥︎ فهذا معنى الجند♥︎●♥︎ فأما جنده الذي يرى بالإبصار ويرى بالأعين♥︎■♥︎ فمثلا اليد والرجل والعين والأذن واللسان وسائر الأعضاء الظاهرة♥︎●♥︎ والباطنة فإن هذة الأعضاء جميعها خادمة للقلب ومسخره له♥︎■♥︎ فهو المتصرف فيها والحاكم بأمره فيها♥︎●♥︎ وقد خلقت هذة الأعضاء وهذه الجنود مجبولة على طاعة القلب♥︎■♥︎ لا تستطيع له خلافا ولا تستطيع التمرد عليه♥︎●♥︎ فإذا أمر العين بالإنفتاح أنفتحت وإذا أمر الرجل بالحركة تحركت♥︎■♥︎ وإذا أمر اللسان بالكلام تكلم وكذا سائر الأعضاء ♥︎■●♥︎

◆■●■♤♥︎♥︎♥︎♤■●■◆

وتسخير الأعضاء والحواس للقلب♥︎■♥︎ يشبه من وجه تسخير الملائكة لله سبحانه وتعالى♥︎●♥︎ فإنهم مجبولون على الطاعة لا يستطيعون له خلافا♥︎■♥︎ يقول الله تبارك وتعالى عنهم《▪︎ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون▪︎》♥︎●♥︎ وإنما الفرق بين الملائكة عليهم السلام♥︎ هو أنهم عالمين بطاعتهم وأمتثالهم لله سبحانه وتعالى♥︎●■●♥︎ فكذلك الأجفان تطيع القلب في الإنفتاح والإنطباق♥︎■♥︎ على سبيل التسخير ولا خيار لها من نفسها ومن طاعتها للقلب♥︎●♥︎ وإنما أفتقر القلب الى هذة الجنود♥︎■♥︎ من حيث افتقاره الى المركب والزاد لسفره♥︎■♥︎ الذي لأجله خلق وهو السفر الى الله سبحانه وتعالى♥︎●♥︎ وقطع المنازل الى لقائه فلأجله خلقت القلوب♥︎■♥︎ فيقول الله تبارك وتعالى《▪︎ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون▪︎》♥︎●●●♥︎ وإنما مركبه البدن♥︎■♥︎ وزاده العلم♥︎●♥︎ والأسباب التي توصله الى الزاد♥︎■♥︎ وتمكنه من التزود منه هو العمل الصالح♥︎●♥︎ وليس يمكن العبد أن. يصل الى الله سبحانه وتعالى ما لم يسكن البدن♥︎■♥︎ ولم يجاوز الدنيا♥︎●♥︎ فإن المنزلة الأدنى لابد من قطعها للوصول الى المنزلة الاقصى♥︎●♥︎ فالدنيا مزرعة الآخره وهي منزل من منازل الهدى♥︎■♥︎

♥︎♥︎♥︎■●○●■◆♥︎♥︎♥︎

 وإنما سميت الدنيا لأنها أدنى المنزلتين♥︎■♥︎ فأضطر القلب الى أن يتزود من هذا العالم♥︎●♥︎ فالبدن مركبه الذي يصل به الى هذا العالم♥︎●♥︎ فافتقر الى تعهد البدن وحفظه♥︎◆♥︎ وإنما يحفظ البدن بأن يجلب إليه ما يوافقه من الغذاء وغيره♥︎■♥︎ وأن يدفع عنه ما ينافيه من أسباب الهلاك♥︎●♥︎ فافتقر لأجل جلب الغذاء إلى جندين♥︎◆♥︎ باطن وهو الشهوة♥︎ وظاهر وهو اليد والأعضاء الجالبة للغذاء♥︎■♥︎ فخلق في القلب من الشهوات  ما أحتاج إليه ♥︎●♥︎وخلقت الأعضاء التي هي آلات الشهوات♥︎●♥︎ فافتقر لأجل دفع المهلكات إلى جنديين♥︎◆♥︎ باطن وهو الغضب♥︎◆♥︎ الذي به يدفع المهلكات وينتقم من الأعداء♥︎●♥︎ وظاهر وهو اليد والرجل اللتين يعمل بهما بمقتضى الغضب♥︎■♥︎ وكل ذلك بأمور خارجة فالجوارح من البدن كالأسلحة وغيرها ♥︎■●♥︎ثم المحتاج الى الغذاء ما لم يعرف الغذاء لم تنفعه شهوة الغذاء♥︎■♥︎ فافتقر للمعرفة الى جندين باطن وهو إدراك السمع والبصر والشم واللمس والذوق♥︎●♥︎ وظاهر وهو العين والأذن والأنف وغيرها♥︎■♥︎ وتفصيل وجه الحاجة إليها ووجه الحكمة فيها يطول ولا تحويهم مجلدات♥︎●■●♥︎ فجملة جنود القلب تحصرها ثلاثة أصناف♥︎◆♥︎ صنف باعث ومستحث إما الى جلب النافع الموافق كالشهوة ◆♥︎♥︎◆وإما الي دفع الضار المنافي كالغضب♥︎◆◆♥︎

♥︎♥︎♥︎◆■●□◆■♥︎♥︎♥︎

 وقد يعبر عن هذا الباعث بالإرادة♥︎●♥︎ فالخاصية التي أختص بها الله سبحانه وتعالى قلب الإنسان وحمل الأمانة♥︎■♥︎ ورضي بها القلب لأجل عظيم شرفه وعظيم قربه من الله سبحانه وتعالى♥︎●♥︎ وعظيم الشرف هذا وعظيم القرب يرجع الى العلم والارادة♥︎■♥︎ التي يتعلمهما القلب♥︎◆♥︎ أما العلم فهو العلم بالأمور الدنيوية والأخروية والحقائق العقلية♥︎●♥︎ أما الإرادة فإنه إذا أدرك بالعقل عاقبة الأمر وطريق الصلاح♥︎■♥︎ إنبعث من ذاته شوق الى جهة المصلحة والى تعاطي أسبابها ♥︎●♥︎ ولذلك فإن قلب الإنسان أختص بالعلم والارادة عن دون سائر الحيوانات♥︎■♥︎ ويقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم♥︎●♥︎《▪︎ ينزل الله كل ليلة الى السماء الدنيا♥︎■♥︎ فيقول هل من داع فأستجب له هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه▪︎》♥︎●♥︎ وبقوله عليه الصلاة والسلام حكاية عن ربه عز وجل فيقول الله تبارك وتعالى♥︎◆♥︎《▪︎ لقد طال شوق الأبرار الى لقائي وأنا الى لقائهم أشد شوقا▪︎》♥︎●♥︎ ويقول الله أيضا تبارك وتعالى من الحديث القدسى《 من تقرب الي شبرا تقربت إليه ذراعا》♥︎□■●■□♥︎ 

■●□■◇♥︎♥︎♥︎◇■□●■

كل ذلك إشارة الى أن أنوار العلوم لم تحتجب عن القلوب♥︎●♥︎ لبخل ومنع من جهة المنعم سبحانه تعالى عن البخل والمنع علوا كبيرا♥︎■♥︎ ولكن حجبت هذة العلوم لخبث وشغل من جهة القلوب♥︎◆♥︎ فإن القلوب كالأواني فما دامت ممتلئة بالماء لا يدخلها الهواء●♥︎● فالقلوب المشغولة بغير الله لا تدخلها المعرفة بجلال الله تعالى■♥︎■ وإليه الإشاره بقوله صلى الله عليه وسلم●♥︎●《▪︎ لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا الى ملكوت السماوات▪︎》■♥︎■ ومن هذه الجملة يتبين لنا أن خاصية الإنسان العلم والحكمة♥︎●♥︎ وخاصية القلب هي العلم والحكمة♥︎■♥︎ وأشرف أنواع العلم هو العلم بكتاب الله والعلم بالله والعلم بصفات الله♥︎●♥︎ والعلم بأفعال الله فكما أن كمال الإنسان وفي كماله سعادته وصلاحه♥︎■♥︎ لجوار حضرة الجلال والكمال♥︎●♥︎ فالبدن مركب للنفس♥︎◆♥︎ والنفس محل للعلم♥︎●♥︎ والعلم هو مقصود الإنسان وخاصيته التي لأجله خلق ♥︎■♥︎فكذلك القلب يكون مثل المرآه مستعد لأن ينجلي فيها حقيقة الحق في الأمور كلها♥︎●♥︎ وإنما خلت القلوب عن العلوم التي خلت عنها لبعض الأسباب♥︎■■♥︎ ومن ضمن هذة الأسباب كثرة المعاصي وكثرة الذنوب والخبث♥︎■●■♥︎

♥︎♥︎♥︎■●♤◇●■♥︎♥︎♥︎

 الذي يتراكم على وجه القلب من كثرة الشهوات♥︎●♥︎ فإن ذلك يمنع صفاء القلب وجلاءه ♥︎◆♥︎ فيمتنع ظهور الحق فيه لظلمته وتراكم المعاصي والذنوب على القلب♥︎■♥︎ وإليه الإشارة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ♥︎●♥︎《▪︎من قارف ذنبا فارقه عقل لا يعود اليه ابدا ▪︎》♥︎◆♥︎ فالإقبال على طاعة الله والإعراض عن الشهوات هو الذي يجلو القلب ويصفيه♥︎◆♥︎ ولذلك يقول الله تبارك وتعالى♥︎●♥︎《 والذين جاهدوا فينا لنهدينهم  سبلنا 》♥︎◆♥︎وكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم 《▪︎من عمل بما علم ورثة الله علم ما لم يعلم▪︎》♥︎◆◆♥︎ وهنا تجدر الإشارة بما روي عن إبن عمر رضي الله عنهما قال◆♥︎◆ قيل لرسول الله يا رسول الله اين الله في الأرض أو في السماء♥︎◆♥︎《▪︎ قال في قلوب عباده المؤمنين▪︎》♥︎●♥︎ وفي الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى♥︎◆♥︎《▪︎ لم يسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع▪︎》♥︎■♥︎ وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من هو خير الناس♥︎●♥︎《 ▪︎فقال كل مؤمن مخموم القلب♥︎◆♥︎ فقيل وما مخموم القلب يا رسول الله♥︎●♥︎ فقال هو التقي النقي الذي لا غش فيه ولا بغي ♥︎◆♥︎ولا غدر ولا غل ولا حسد》♥︎■♥︎ ولذلك قال عمر رضي الله عنه♥︎◆◆♥︎ رأى قلبي الله. إذ كان قد رفع الحجاب بالتقوى♥︎●♥︎

◆◆♡♤●■♥︎♥︎■●♤♡◆◆

 ومن أرتفع الحجاب بينه وبين الله♥︎◆♥︎ تجلى صورة الملك والملكوت في قلبه♥︎■♥︎ فيرى جنة عرض بعضها السماوات والأرض♥︎●♥︎ أما جملتها فأكثر سعة من السماوات والأرض♥︎◆♥︎ لأن السماوات والارض عبارة عن عالم الملك والشهادة♥︎◆♥︎ وهو وإن كان واسع الأطراف متباعد الأكتاف فهو متناه على الجملة♥︎●♥︎ وأما عالم الملكوت وهي الأسرار الغائبة♥︎◆♥︎ عن مشاهدة الأبصار المخصوصة بإدراك البصائر فلا نهاية له♥︎■♥︎ نعم الذي يلوح للقلب منه مقدار متناهي♥︎◆♥︎ ولكنه في نفسه وبالإضافة إلي علم الله لا نهاية له♥︎●♥︎ وجملة عالم الملكوت إذا أخذت دفعة واحدة تسمى الحضرة الربوبية♥︎■♥︎ لأن الحضرة الربوبية محيطة بكل الموجودات ♥︎●♥︎ إذ ليس في الوجود شيء سوى الله تعالى♥︎◆♥︎ وأفعاله ومملكته وعبيده من أفعاله♥︎■♥︎ فما يتجلى من ذلك للقلب هي الجنة بعينها عند قوم♥︎●♥︎ وهو سبب أستحقاق الجنة عند أهل الحق♥︎■♥︎ ويكون سعة ملكه في الجنة بحسب سعة معرفته♥︎●♥︎ وبمقدار ما تجلى له من الله وصفاته وأفعاله♥︎■♥︎ وإنما مراد الطاعات وأعمال الجوارح كلها تصفية القلب وتزكيته وجلاؤه♥︎■●■♥︎ ولذلك يقول الله تبارك وتعالى《▪︎ قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها▪︎》♥︎◆♥︎ والمراد بتزكيته حصول أنوار الإيمان بالقلب كنور الإشراق ونور المعرفة♥︎●♥︎ 

♥︎♥︎♥︎♤■□●♤■♥︎♥︎♥︎

وهو المراد بقوله تعالى《▪︎ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام▪︎》♥︎■♥︎ ويقول الله تبارك وتعالى أيضا《▪︎ أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه▪︎》♥︎◆◆♥︎ نعم هذا التجلي وهذا الإيمان♥︎◆●◆♥︎ والإيمان له ثلاثة مراتب◆♥︎◆

♥︎♥︎♥︎■●□■●■♥︎♥︎♥︎

 المرتبة الأولى إيمان العوام♥︎●♥︎ وهو إيمان التقليد المحض والمرتبة الثانية إيمان المتكلمين وهو ممزوج بنوع أستدلال ودرجته قريبة من درجة إيمان العوام♥︎■♥︎ والثالثة إيمان العارفين وهو المشاهد بنور اليقين ♥︎◆♥︎ونوضح هنا هذة المراتب الثلاثة بهذا المثال♥︎●♥︎ وهو أن تصديقك بكون♥︎ زيد ♥︎مثلا في الدار له ثلاث درجات♥︎■♥︎ فالدرجة الأولى أن يخبرك من جربته بالصدق ♥︎◆♥︎ولم تعرفه بالكذب ولا أتهمته في القول♥︎●♥︎ فإن قلبك يسكن إليه ويطمئن بخبره بمجرد السماع♥︎●♥︎ وهذا هو الإيمان بمجرد التقليد ♥︎■♥︎وهو مثل إيمان العوام♥︎●♥︎ فإنهم لما بلغوا سن التمييز سمعوا من آبائهم وآمهاتهم وجود الله تعالى♥︎●♥︎ وعلمه وارادته وقدرته وسائر صفاته وبعثة الرسل♥︎■♥︎ وتصديقه للرسل وما جاءوا به وكما سمعوا به قبلوه♥︎●♥︎ وثبتوا عليه وأطمئنوا إليه ولم يخطر ببالهم♥︎◆♥︎ خلاف ما قالوه لهم♥︎■♥︎ لحسن ظنهم بآبائهم وآمهاتهم ومعلميهم وهذا الإيمان سبب النجاة في الآخرة♥︎●♥︎ وأهله من أوائل رتب أصحاب اليمين وليسوا من المقربين♥︎■♥︎ لأنه ليس فيه كشف وبصيرة وأنشراح صدر بنور اليقين♥︎●♥︎ إذ الخطأ ممكن فيما سمع من الآحاد بل من الأعداد♥︎■♥︎ فيما يتعلق بالأعتقادات فقلوب اليهود والنصارى أيضا مطمئنة بما يسمعونه من آبائهم وآمهاتهم◆♥︎◆ إلا أنهم أعتقدوا ما أعتقدوا خطأ ♥︎●♥︎ لأنهم ألقي إليهم وعلموهم الخطأ♥︎■♥︎ والمسلمون أعتقدوا الحق لا لأطلاعهم عليه♥︎●♥︎ ولكن ألقي إليهم كلمة الحق من الله سبحانه وتعالى♥︎■♥︎ وهو القرآن الكريم النور الذي أنزل من رب العالمين♥︎●♥︎

◆♤■●♤♥︎♥︎♥︎♤●■♤◆

 أما المرتبة الثانية♥︎■□♥︎ من الإيمان أن تسمع كلام زيد وصوته من داخل الدار♥︎●♥︎ ولكن من وراء جدار فتستدل به على كونه في الدار♥︎■♥︎ فيكون إيمانك وتصديقك ويقينك بكونه في الدار أقوى من تصديقك بمجرد السماع عنه♥︎■●■♥︎ فإنك إذا قيل لك أنه في الدار ثم سمعت صوته أزددت به يقينا♥︎♥︎♥︎ لأن الأصوات تدل على الشكل والصورة عند من يسمع الصوت♥︎●♥︎ وفي حال مشاهدة الصورة فيحكم قلبه بأن هذا صوت ذلك الشخص زيد♥︎■♥︎ وهذا إيمان ممزوج بدليل♥︎●♥︎ والخطأ أيضآ ممكن أن يتطرق إليه إذ الصوت قد يشبه الصوت♥︎■♥︎ وقد يمكن التكلف بطريق المحاكاة♥︎●♥︎ إلا أن ذلك قد لا يخطر ببال السامع لأنه ليس يجعل للتهمة موضعا♥︎■♥︎ ولا يدخل في هذا التلبيس والمحاكاة أي غرض من الأغراض♥︎●♥︎

♥︎♥︎♥︎◇♡■●♡◇♥︎♥︎♥︎

 أما المرتبة الثالثة♥︎●●♥︎ وهي أعلى مرتبة في الإيمان♥︎●♥︎ وهي أن تدخل الدار فتنظر إلى زيد بعينك وتشاهده وهذه هي المعرفة الحقيقية♥︎■♥︎ والمشاهدة اليقينية وهي تشبه معرفة المقربين والصديقين♥︎●♥︎ لأنهم يؤمنون عن مشاهدة وعن قرب♥︎■♥︎ فينطوي في إيمانهم إيمان العوام والمتكلمين♥︎●♥︎ ومتميزون بمزية بينة يستحيل معها إمكان الخطأ♥︎■♥︎ نعم وهم أيضا يتفاوتون بمقادير العلوم وبدرجات الكشف♥︎●♥︎ أما درجات الكشف فمثلا أن يبصر زيدا♥︎◆♥︎ في الدار عن قرب وفي صحن الدار♥︎■♥︎ في وقت إشراق الشمس فيكمل له إدراكه♥︎●♥︎ والآخر يدركه في بيت أو من بعد أو في وقت عشية فيتمثل له في صورته♥︎■♥︎ ما يستيقن معه أنه هو ولكن لا يتمثل في نفسه الدقائق والخفايا من صورته♥︎●♥︎ ومثل هذا التصور في تفاوت المشاهدة للأمور الإلهية◆♥︎◆ وأما مقادير العلوم فهو بأن يرى في الدار زيدا وعمرا وبكرا وعثمانا وعليا♥︎●♥︎ وغير ذلك وآخر لا يرى إلا زيدا فمعرفة ذلك تزيد بكثرة المعلومات لا محالة♥︎■♥︎

♥︎♥︎♥︎■●■□●■♥︎♥︎♥︎

 فهذا هو حال القلب ♥︎●■♥︎بالإضافة الى العلوم التي يتلقاها القلب عن الله تبارك وتعالى◆♥︎♥︎◆ وهذة هي الأمانة التي حملها الإنسان وأبين أن يحملنها السماوات والأرض والجبال♥︎■♥︎ وحملها الإنسان وكان الإنسان ظلوما جهولا♥︎●♥︎ فهذه الأمانة هي المعرفة بكتاب الله وبصفات الله وبأنوار الله وبمحبة الله♥︎■♥︎ ورضوان الله والفوز برضوان الله وجنتة ورضوانه♥︎●♥︎ والتقديس والتحميد والتكبير لله♥︎■♥︎ وأن الله هو الخالق البارئ المصور♥︎●♥︎ هو الأول وهو الآخر وهو الظاهر وهو الباطن♥︎■♥︎ وهو بكل شيء عليم♥︎●♥︎ وأنه الأحد الأحد♥︎■♥︎ الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد♥︎■♥︎ ولم يكن له كفوا آحد♥︎●♥︎ هو الله الذي لا اله إلا هو♥︎■♥︎ الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ♥︎●♥︎ له ما في السماوات وما في الأرض♥︎■♥︎ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ♥︎●♥︎ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم♥︎■♥︎ ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء♥︎●♥︎ وسع كرسيه السماوات والأرض♥︎■♥︎ ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم♥︎●♥︎ نقول قولنا هذا ونستغفر الله العظيم لنا ولكم ♥︎■♥︎ اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه♥︎●♥︎ اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار♥︎♥︎♥︎●■●■●♥︎♥︎♥︎ والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته

تعليقات

  1. مزيد من العلم والرقي

    ردحذف
  2. ربنا يبارك فيك

    ردحذف
    الردود
    1. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

      حذف

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك اي سؤال عن الموضوع و أيضا لتشجيعنا على ان ننشر المزيد من المنشورات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

★♥︎★ من انت ومن أنا♥︎●♥︎ لماذا خلقنا الله◆♥︎◆ سؤال فلنغوص معا بشرط تجرد معي ■♥︎■

💐🥀⚘❤🌹🌷ياأيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء 💐🥀⚘❤🌹🌷

🌷🌹❤⚘🥀 فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🥀⚘❤🌹🌷