■♥︎■ أمراض النفوس والقلوب ■♥︎■
الحمد لله رب العالمين♥︎. حمدا وشكرا إلى أبد الآبدين♥︎ والصلاة والسلام على أشرف المرسلين♥︎ سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين♥︎ الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا♥︎■♥︎
أما بعد ♥︎●♥︎ يجب أن نعلم أن كل عضو من أعضاء الجسد♥︎ خلق وله وظيفة♥︎ وخلقه الله لفعل خاص به ♥︎●♥︎ومرض وآفة هذا العضو♥︎ يتعذر عليه فعله♥︎●♥︎ بحيث يريد مخالفة عما خلق له♥︎■♥︎ فمرض اليد يتعذر عليها إلا أن تبطش♥︎●♥︎ وهى خلقت للعمل والكد♥︎ ولكنها تريد أن تبطش♥︎ وتخالف عما خلقت له♥︎●♥︎ ومرض العين♥︎ يتعذر عليها الأبصار على ما أحله الله♥︎■♥︎ ولكن تريد النظر للعورات♥︎ وكذلك القلب يتعذر عليه♥︎ فعل الخاص به الذي خلق لأجله♥︎●♥︎ وهو العلم والحكمة والمعرفة♥︎ وحب الله وعبادة الله♥︎●♥︎ والتلذذ بذكر الله♥︎
◆◆■●♥︎♥︎♥︎♥︎●■◆◆
وإيثار كل الشهوات على حب الله♥︎■♥︎ ففي كل عضو فائدة ووظيفة خلق لها ♥︎●♥︎ وفائدة القلب الحكمة والمعرفة♥︎■♥︎ وخاصية النفس التي نتميز بها عن البهائم♥︎ فهي العقل♥︎ ويجب أن نعلم جميعا♥︎●♥︎ أن الله عز وجل إذا أراد بعبدا خيرا♥︎ بصره بعيوب نفسه♥︎■♥︎ فمن كانت بصيرته نافذة لا تخفى عليه عيوبه♥︎●♥︎ كنت من الذين أراد الله لك الخير♥︎■♥︎ وإذا عرفت العيوب أمكنك العلاج ♥︎ولكن أكثر الناس يجهلون وجاهلون لعيوب أنفسهم♥︎●♥︎ فكان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول♥︎★♥︎ رحم الله أمرئ أهدى إلي عيوبي♥︎●♥︎ وكان يسأل عن عيوبه دائما♥︎■♥︎ وكان يسأل حذيفة يقول له♥︎ أنت صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين♥︎●♥︎ فهل ترى علي شيء من آثار النفاق♥︎■♥︎
♥︎♥︎♥︎■●¤■●■♥︎♥︎♥︎
كان يخاف على نفسه -♥︎ وعلى عبادته من النفاق♥︎●♥︎ ولذلك يقال أن داوود الطائي♥︎ قد أعتزل الناس فقيل له لما لا تخالط الناس♥︎■♥︎ فقال وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي♥︎●♥︎ فكانت شهوة أولى الألباب♥︎ أن ينتبهوا لعيوبهم بتنبيه غيرهم ♥︎■♥︎ ويشتغلون بإزالة هذة العيوب حتى يصفى العقل ويصفى القلب♥︎●♥︎ بالإنشغال برب الأرباب في الطاعة والعبادة●♥︎●
♥︎♥︎♥︎◆●♤■●■♥︎♥︎♥︎
وأصل قساوة القلب♥︎ هي من ثمرة كثرة الذنوب♥︎●♥︎ وأصل كل ذلك ضعف الإيمان♥︎■♥︎ فنسأل الله عز وجل أن يلهمنا رشدنا ويبصرنا بعيوبنا♥︎●♥︎ ويشغلنا بمداوتها ويوفقنا للقيام♥︎ بشكر من يطلعنا على مساوئنا بمنة وفضل♥︎■♥︎ ويجب أن نعلم♥︎ إذا تأمل الإنسان بعين الإعتبار عيوب نفسه وعيوب قلبه♥︎●♥︎ أنفتحت البصيرة وأنكشفت لك علل القلوب◆♥︎◆ وأمراض القلوب وأمراض النفس♥︎■♥︎ والدواء الوحيد والأمثل لأمراض القلوب وأمراض النفس♥︎●♥︎ يكون بنور العلم ونور اليقين♥︎■♥︎ فإن عجزت عن ذلك فلا ينبغي أن يفوتك التصديق والإيمان ♥︎●♥︎وأن للإيمان درجة كما أن للعلم درجة♥︎ والعلم يحصل بعد الإيمان♥︎■♥︎ كما يقول الله تبارك وتعالى《 يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات 》♥︎■●■♥︎
■●■●◇♥︎♥︎♥︎◇●■●■
فمن صدق بأن مخالفة الشهوات♥︎●♥︎ هي الطريق لله عز وجل♥︎ فهو من الذين آمنوا ♥︎ويقول الله تبارك وتعالى في أكثر من آية♥︎ محذرا من النفس والهوى ومحذرا من أكل الشهوات♥︎■♥︎ فيقول الله تبارك وتعالى♥︎●♥︎ 《▪︎ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى▪︎》■♥︎■ ويقول تبارك وتعال أيضآ●♥︎●《 أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى 》♥︎●♥︎قيل نزع منها محبة الشهوات♥︎■♥︎ ويقول صلى الله عليه وسلم♥︎●♥︎《 ▪︎المؤمن بين خمس شدائد♥︎ مؤمن يحسده♥︎ ومنافق يبغضه♥︎ وكافر يقاتله♥︎ وشيطان يضله♥︎ ونفس تنازعه▪︎》♥︎■♥︎ فبين صلى الله عليه وسلم♥︎★♥︎ أن النفس عدو منازع يجب علينا قتالها ومجاهدتها♥︎●♥︎ ويروى أن الله سبحانه وتعالى♥︎ أوحى لداوود عليه السلام♥︎ يا داوود حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات♥︎■♥︎ فإن القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة♥︎●♥︎ ويقول عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام♥︎■♥︎ طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود غائب لم يراه♥︎●♥︎
♥︎♥︎♥︎◆■●■◆■♥︎♥︎♥︎
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم-♥︎■♥︎ في جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشهوات♥︎●♥︎《 فقال لقوم قدموا من الجهاد♥︎ مرحبا بكم قدمتم من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر♥︎■♥︎ قيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر♥︎ قال جهاد النفس 》♥︎●♥︎ وقال صلى الله عليه وسلم ♥︎《 المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل 》♥︎■♥︎ ويقول أيضآ صلى الله عليه وسلم《▪︎ كف أذاك عن نفسك♥︎ ولا تتابع هواها في معصية الله تعالى♥︎ إذ تخاصمك يوم القيامة♥︎ فيلعن بعضك بعضا♥︎●♥︎ إلا أن يغفر الله تعالى ويستر▪︎》■♥︎■ ويقول سفيان الثوري♥︎ ما عالجت شيئا أشد علي من نفسي♥︎ مرة لي ومرة علي♥︎●♥︎ وكان أبو العباس الموصلي يقول لنفسه♥︎■♥︎ يا نفس لا أنتي في الدنيا مع أبناء الملوك تتنعمين♥︎●♥︎ ولا أنتي في طلب الآخرة مع العباد تجتهدين ♥︎■♥︎ كأني بكي يا نفسي بين الجنة والنار تحتبسين يا نفسي ألا تستحين♥︎●♥︎
♣︎♠︎♥︎●♣︎♥︎♥︎♠︎●♥︎♠︎♣︎
وقال الحسن الدابة الجموح♥︎■♥︎ ما هي بأحوج الى اللجام الشديد♥︎●♥︎ ويقصد بالدابة النفس♥︎◆♥︎ ويقول يحيى إبن معاذ الرازي جاهد نفسك بأسياف الرياضة ◆♥︎◆والرياضة وسيوفها على أربعة أوجه●♥︎● الإقلال من الطعام♥︎ والتقليل من المنام♥︎ والحاجة عن الكلام♥︎ وحمل الأذى من جميع الأنام♥︎●♥︎ فيتولد من قلة الطعام موت الشهوات♥︎ ومن قلة النوم صفو الأرادات♥︎■♥︎ ومن قلة الكلام السلامة من الآفات♥︎ ومن إحتمال الأذى البلوغ الى الغايات♥︎●♥︎ وليس على العبد شيء أشد من الحلم عند الجفاء♥︎■♥︎ والصبر على الأذى♥︎●♥︎ وإذا تحركت من النفس إرادة الشهوات والآثام♥︎■♥︎ وهاجت منها حلاوة فضول الكلام♥︎●♥︎ طلعت عليها وحاربتها بالأربعة سيوف♥︎■■♥︎ قلة الطعام♥︎ وقلة المنام♥︎ وضربتها بسيف الخمول وقلة الكلام ♥︎حتى تنقطع عن الظلم والإنتقام♥︎■♥︎ فتأمن بذلك من شرورها وآثامها♥︎●♥︎ وتصفيتها من ظلمة شهواتها♥︎ فتنجوا من عواقب عصيانها♥︎ فتصير عند ذلك نفسك نظيفة ونورانية وخفيفة وروحانية♥︎■♥︎ فتجول في ميدان مرعي الخيرات ♥︎وتسير في مسالك الطاعات♥︎●●♥︎
★♣︎■●♥︎♥︎♥︎♥︎●■♣︎★
ومن المعروف أن أعداء الإنسان ثلاثة♥︎■♥︎ دنيا ♥︎وشيطان♥︎ ونفس♥︎ فأحترس من الدنيا بالزهد فيها♥︎●♥︎ ومن الشيطان بمخالفته♥︎●♥︎ ومن النفس بترك الشهوات♥︎●♥︎ ويقول بعض الحكماء♥︎ من أستولت عليه نفسه سار أسيرا في حب شهواتها♥︎■♥︎ محصورا في سجن هواها♥︎■♥︎ مقهورا مغلولا زمامه في يدها♥︎●♥︎ تجره حيث شاءت فتمنع قلبه من الفوائد♥︎■♥︎ ويقول جعفر إبن حميد♥︎ أجمعت العلماء والحكماء على أن النعيم لا يدرك إلا بترك النعيم♥︎●♥︎ فمن أرضى الجوارح بالشهوات♥︎■♥︎ فقد غرس في قلبه شجر الندامات♥︎●♥︎ وما زاد على الخبز فهو شهوة ♥︎■♥︎ومن أحب شهوات الدنيا فليتهيأ للذل في الآخرة♥︎●■●♥︎
♥︎♥︎♥︎■●♠︎■●■♥︎♥︎♥︎
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا -♥︎ومن سيئات أعمالنا♥︎ ونعوذ بالله من الذل في الآخرة ♥︎■♥︎ومما يروى أن إمرأة العزيز مع حبها وعشقها الشديد♥︎♥︎♥︎ لسيدنا يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام♥︎■♥︎ بعد أن ملك خزائن الأرض♥︎●♥︎ فقعدت له على قارعة الطريق في يوم موكبه♥︎■♥︎ وكان موكبة في زهاء إثنا عشر ألف من عظماء مملكتة♥︎●♥︎ فقالت سبحان من جعل الملوك عبيدا بالمعصية♥︎■♥︎ وجعل العبيد ملوكا بطاعتهم لله♥︎●●♥︎ فإن الحرص والشهوة صيروا وجعلوا الملوك عبيدا♥︎■♥︎ وذلك جزاء المفسدين■●■ وأن الصبر والتقوى صيروا العبيد ملوكا♥︎●♥︎ فقال يوسف كما أخبر الله سبحانه وتعالى عنه●♥︎●《▪︎ أنه من يتقي ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين▪︎》♥︎♥︎♥︎ ويروى عن أحد الصالحين♥︎◆♥︎ يقول أرقت ليلة فقمت إلى وردي♥︎ فلم أجد الحلاوة التي كنت أجدها♥︎ فأردت أن أنام فلم أقدر ☆♡■♡☆ فجلست فلم أطق الجلوس■●■ فخرجت فإذا رجل ملتف في عباءة مطروح على الطريق♥︎●♥︎ فلما أحس بي قال يا أبا سعيد ما جاء بك في هذة الساعة♥︎■♥︎ فقلت يا سيدي من غير موعد♥︎●♥︎ فقال بلى سألت الله عز وجل أن يحرك لى قلبك♥︎■♥︎ فقلت وقد فعل فما حاجتك♥︎●♥︎ فقال فمتى يصير داء النفس دواءها♥︎■♥︎ فقلت له إذا خالفت النفس لهواها ♥︎◆♥︎ فأقبل على نفسه فقال إسمعي♥︎ قد أجبتك بهذا سبع مرات فأبيتي أن تسمعيه إلا من أبا سعيد♥︎●♥︎ ثم انصرف الرجل ولم أعرفه♥︎■■♥︎
◆◆◆■●♥︎♥︎♥︎●■◆◆◆
وقال يزيد الرقاشي♥︎●♥︎ إليكم عني الماء البارد في الدنيا لعلي لا أحرمه في الآخرة♥︎■♥︎ وقال رجل لعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالي♥︎●♥︎ متى أتكلم فقال له إذا أشتهيت الصمت ♥︎فقال متى أصمت فقال إذا أشتهيت الكلام♥︎■♥︎ وقال علي رضي الله عنه من أشتاق الى الجنة♥︎●♥︎ ترك الشهوات في الدنيا وسلاها ♥︎■●■♥︎ويقولون أن مالك بن دينار كان يطوف السوق♥︎●♥︎ فإذا رأى شيئا في السوق يشتهيه♥︎■♥︎ قال لنفسه إصبري فوالله ما أمنعك إلا من كرامتك على♥︎●♥︎ فإذا قد أتفق العلماء والحكماء♥︎ على أن لا طريق الى سعادة الآخرة♥︎ إلا بنهي النفس عن الهوى♥︎■♥︎ ومخالفة الشهوات♥︎●♥︎ فالإيمان بهذا واجب في حاصل الرياضة♥︎ وسر الرياضة وسر العبادة وسر القرب من الله♥︎■♥︎ أن لا تتمتع النفس بشيء مما لا يوجد في القبر♥︎●♥︎ إلا بقدر الضرورة■□■ والتمتع بالقبر هو عبادتك لله♥︎ حبك لله ♥︎طاعتك لله♥︎ أعمالك الصالحة لله♥︎ صلاتك لله♥︎ زكاتك لله ◆حجك لله♥︎ كل أعمال الخير التي عملتها في دنياك♥︎●♥︎ هي بالنهاية التي ستؤنسك وتوجد معك في قبرك♥︎■■♥︎
♥︎♥︎♥︎♥︎■●■●♥︎♥︎♥︎♥︎
فإذا مات الإنسان♥︎●♥︎ تمنى الرجوع الى الدنيا♥︎ ولا يتمنى الرجوع الى الدنيا♥︎■♥︎ إلا من لا حظ له في الآخرة♥︎●♥︎ بأي حال من الأحوال◆♥︎◆ ولا خلاص منه إلا بان يكون القلب♥︎●♥︎ مشغولا بمعرفة الله وحب الله ♥︎والتفكر في الله ♥︎●♥︎والإنقطاع الى الله ♥︎ولا قوة على ذلك إلا بالله♥︎■♥︎ ويقتصر من الدنيا♥︎ على ما يدفع عوائق الذكر والفكر لله♥︎●♥︎ فمن لم يقدر على حقيقة ذلك♥︎ فيكون من الخاسرين♥︎■♥︎ وقد صنف العلماء والمفسرين أن درجة القرب من الله هي أربعة أنواع♥︎●●♥︎
الأول♥︎●♥︎ رجل مستغرق قلبه بذكر الله فلا يلتفت الى الدنيا♥︎ إلا في ضرورات المعيشة فهو من الصديقين♥︎●♥︎ ولا ينتهي الى هذه الرتبة إلا بالرياضة الطويلة♥︎ والصبر عن الشهوات مدد مديدة♥︎■♥︎
النوع الثاني♥︎■♥︎ رجل أستغرقت الدنيا قلبه ♥︎ولم يبقى لله تعالى ذكر في قلبه♥︎■♥︎ إلا من حيث حديث النفس♥︎●♥︎ حيث يذكره باللسان لا بالقلب♥︎ فهذا من الهالكين♥︎■♥︎
أما النوع الثالث♥︎■♥︎ رجل أشتغل بالدنيا والدين ولكن الغالب على قلبه هو الدين♡■♡ فهذا لابد له من ورود النار إلا أن ينجوا منها سريعا♡●♡ بقدر غلبة ذكر الله تعالى على قلبه■●■ أعاذنا الله إيانا وإياكم من النار●♥︎●
والنوع الرابع♥︎●♥︎ رجل أشتغل بهما جميعا ولكن الدنيا أغلب على قلبه■●■ فهذا يطول مقامه في النار لكن يخرج منها لا محالة■●■ لقوة ذكر الله تعالى في قلبه■ وتمكنه من صميم فؤاده ♥︎وإن كان ذكر الدنيا أغلب على قلبه♥︎■♥︎ اللهم إنا نعوذ بك من خزيك إنك أنت المعاذ وأنت المنقذ♥︎●●♥︎
ومن المعروف أن حب الدنيا رأس كل خطيئة♥︎●♥︎ وسبب إحباط كل حسنة♥︎ فيقولون مما روي عن إبراهيم الخواص♥︎■♥︎ قال كنت مرة بجبل وبستان فرأيت رمانا فأشتهيته♥︎●♥︎ فأخذت منه واحدة فشققتها فوجدتها حامضة♥︎■♥︎ فمضيت وتركتها♥︎ فرأيت رجلا مطروحا وقد أجتمعت عليه الزنابير♥︎●♥︎ فقلت السلام عليك♥︎ فقال وعليك السلام يا إبراهيم♥︎●♥︎ فقلت كيف عرفتني♥︎■♥︎ فقال من عرف الله عز وجل لم يخفى عليه شيء♥︎●♥︎ فقلت أرى لك حالا مع الله عز وجل♥︎■♥︎ فلو سألت أن يحميك من هذة الزنابير♥︎●♥︎ فقال وأرى لك حالا مع الله تعالى♥︎■♥︎ فلو سألته أن يحميك من شهوة الرمان♥︎●♥︎ فإن لدغ الرمان يجد الانسان ألمه في الآخرة♥︎■♥︎ ولدغ الزنابير يجد ألمه في الدنيا♥︎●♥︎ فقال فتركته ومضيت♥︎●■♥︎
ومما يروي عن السروي-♥︎●♥︎ فقال أنا منذ أربعين سنة♥︎ تطالبني نفسي أن أغمس خبزة في دبس فما أطعتها♥︎■♥︎ فإذا لا يمكن إصلاح القلب لسلوك طريق الآخرة♥︎●♥︎ ما لم يمنع الإنسان نفسه عن التنعم بالمباح♥︎■♥︎ فإن النفس إذا لم تمنع بعض المباحات♥︎●♥︎ طمعت في المحظورات♥︎●♥︎ فمن أراد حفظ لسانه من الغيبة والفضول♥︎■♥︎ فحقه أن يلزم الصمت والسكوت إلا عن ذكر الله♥︎●♥︎ وعن المهمات في الدين♥︎ حتى تموت منه شهوة الكلام♥︎ فلا يتكلم إلا بحق♥︎ فيكون سكوته عبادة وكلامه عبادة♥︎■♥︎ ومهما أعتادت العين رمي البصر الى كل شيء جميل♥︎●♥︎ لم تتحفظ عن النظر إلا ما لا يحل♥︎■♥︎ وكذلك سائر الشهوات لأن الذي يشتهي به الحلال هو بعينه الذي يشتهي به الحرام ♥︎●♥︎ فالشهوة واحدة♥︎ وقد وجب على العبد منا منعها من الحرام ♥︎■♥︎ فإن لم يعودها الإقتصار على قدر الضرورة من الشهوات غلبته♥︎●♥︎ فهذة إحدى آفات المباحات♥︎ ووراءها آفات عظيمة أعظم من هذة♥︎■♥︎ وهو أن النفس تفرح بالتنعم في الدنيا♥︎●♥︎ وتركن إليها وتطمئن إليها ♥︎حتى تصير كالسكران الذي لا يفيق من سكره ♥︎■♥︎ ولذلك الفرح بالدنيا سم قاتل يسري في العروق ♥︎●♥︎ فيخرج من القلب الخوف والحزن وذكر الموت وأهوال يوم القيامة ♥︎■♥︎وهذا يكون هو موت القلب♥︎■●♥︎ فيقول الله تبارك وتعالى《▪︎ ورضوا بالحياة الدنيا وأطمئنوا بها▪︎》♥︎♥︎♥︎
ويقول سبحانه وتعالى أيضا♥︎♥︎♥︎《▪︎ وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع▪︎》♥︎●♥︎ ويقول الله تبارك وتعالى《▪︎ أعلموا أنما الحياة الدنيا♥︎ لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد▪︎》♥︎■♥︎ فكل هذة الآيات المباركة الشريفة♥︎●♥︎ ذم وبغض وكراهة للدنيا ♥︎■■♥︎فنسأل الله السلامة من عواقب الدنيا♥︎●♥︎ فأولوا العزم من أرباب القلوب♥︎ جربوا قلوبهم في حال الفرح ♥︎●♥︎ بمسايرة الدنيا فوجدوها قاسية نفرة لا قيمة لها ♥︎●♥︎ بعيدة التأثر عن ذكر الله واليوم الآخر ♥︎★♥︎وجربوها في حالة الحزن♥︎■♥︎ فوجدوها لينة رقيقة صافية قابلة لأثر الذكر♥︎●♥︎ فعلموا أن النجاة في الحزن الدائم♥︎■♥︎ والتباعد من أسباب الفرح والبطر♥︎●♥︎ ففطموا أنفسهم عن ملاذ الدنيا ♥︎وعوضوا أنفسهم الصبر عن شهواتها ♥︎■♥︎ الصبر عن شهوات الدنيا من حلالها وحرامها♥︎●♥︎ وعلموا أن حلالها حساب وحرامها عقاب♥︎■♥︎ فمن نوقش الحساب في عرصات القيامة فقد عذب♥︎■●♥︎ فخلصوا أنفسهم من عذاب الدنيا♥︎ وتوصلوا الى الحرية والملك الدائم♥︎ في الدنيا والآخرة بالخلاص من أسر الشهوات♥︎■♥︎
والإنس بذكر الله عز وجل والإشتغال بطاعته♥︎●♥︎ وبالنهاية علاج نهي النفس عن الهوى♥︎■♥︎ وعلاج أكل الشهوات♥︎●♥︎ هو أولا أن تفطم نفسك وتعود نفسك على الخلوة والعزلة ♥︎■♥︎وأولا يجب عليك أن تحفظ السمع وتحفظ البصر عن المألوف♥︎■♥︎ وأن تتعود على الثناء والذكر والدعاء في الخلوة♥︎●♥︎ حتى يغلب على نفسك الأنس بذكر الله عز وجل♥︎■♥︎ عوضا عن الأنس بالدنيا وسائر الشهوات♥︎●♥︎ وذلك يكون على المبتدئ ثقيل في البداية♥︎●♥︎ ثم يتنعم به في النهاية♥︎●♥︎ هل هناك نعيم أفضل من نعيم ذكر الله♥︎■♥︎ هل هناك نعيم أفضل من الدعاء لله♥︎●♥︎ هل هناك نعيم أفضل من الخلوة مع الله♥︎■♥︎ ولتوضيح ذلك سنضرب مثلا يكون بالصبي♥︎●♥︎ الذي يفطم عن الثدي فهو في البداية يبكي ويجزع ♥︎■♥︎ولا يريد الطعام ولكن في النهاية يوما بعد يوم♥︎●♥︎ يتعود على الفطام♥︎ وبذلك ثم يألف بعد ذلك الطعام♥︎●♥︎ حتى يصير الطعام له طبع♥︎■♥︎ ولو ردوه بعد ذلك الى الثدي لم يرجع إليه♥︎●♥︎ فيهجر الثدي ويترك اللبن ويألف الطعام♥︎□♥︎
وكذلك الدابة في الأبتداء♥︎■♥︎ تنفر عن اللجام وتنفر عن الركوب إذا ركبت عليها♥︎●♥︎ وعندما تعاقبها وتؤدبها وتروضها فهي تتعود بعد ذلك♥︎■♥︎ فتتعود على اللجام والركوب عليها♥︎●♥︎ فكذلك عليك أن تؤدب نفسك كما تؤدب الطير والدواب♥︎●♥︎ وتأديب النفس بأن تمنعها من النظر والأنس والفرح♥︎■♥︎ بنعيم الدنيا فإذا علمت أنه من أحب شيء يلزمه فراقه♥︎●♥︎ ويشقى لا محالة لفراقه♥︎■♥︎ وأهم شغل للقلب بعد أن بعدت عن فراق الدنيا ♥︎●♥︎ هو ذكر الله سبحانه وتعالى-♥︎♥︎♥︎ فإن ذلك الذكر هو خير الصحبة في القبر♥︎♥︎♥︎ لا يفارقك وكل ذلك يتم بالصبر أولا ♥︎■■♥︎ فكل العمر بالإضافة إلى الأبد أقل من الشهر بالإضافة الى عمر الدنيا♥︎●●♥︎ فلابد علينا من الصبر والمجاهدة♥︎■♥︎ ومن المعروف أن طريق المجاهدة والرياضة لكل إنسان♥︎ تختلف بحسب إختلاف أحواله♥︎ والأصل في المجاهدة أن يترك كل واحد منا فرحه♥︎●♥︎ من أسباب الدنيا♥︎■♥︎ فالذي يفرح بالمال والجاه أو بالقبول في الوعظ♥︎●♥︎ أو بالعز في القضاء أو الحكم♥︎■♥︎ او بكثرة الأتباع والأصحاب♥︎●♥︎ ينبغي أن يترك أولا ما يفرح به♥︎■♥︎ فإن منع عن نفسه شيء مما يفرح به♥︎●♥︎ فيكون ثوابك في الآخرة ثواب عظيم♥︎■♥︎ وإذا قدرت على أن تترك ما تفرح به نفسك ♥︎●♥︎
فلتعتزل الناس لفترة♥︎ ولتنفرد بنفسك ولتراقب٠قلبك♥︎■♥︎ حتى لا يشتغل إلا بذكر الله سبحانه وتعالى♥︎●♥︎ والفكر بالله وبذلك فقد تنال الدرجات العلا في الجنة♥︎■♥︎ وتعد من الصالحين والمؤمنين♥︎ ومن عباد الرحمن بإذن الله سبحانه وتعالى♥︎■●■♥︎ اللهم أدخلنا في عبادك الصالحين♥︎♥︎♥︎ اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة♥︎♥︎♥︎ اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار♥︎♥︎♥︎ اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه♥︎♥︎♥︎ وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين♥︎■●■♥︎ والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك اي سؤال عن الموضوع و أيضا لتشجيعنا على ان ننشر المزيد من المنشورات