💐🌹🌷❤💚💙 إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين 🌷🌹💐💙💚❤

الحمد لله رب العالمين 💙■💙.والصلاة والسلام على أشرف المرسلين♥︎●♥︎ سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين💙■💙 الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا♥︎●♥︎ أما بعد يقول الله تبارك وتعالى💙■💙 《▪︎إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين▪︎》♥︎●♥︎ فأعلم أعاذنا الله نحن وإياكم من شر الكبر وشر المتكبرين💙■💙 فأعلم أيها العبد الصالح أن الكبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام ♥︎●♥︎وقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ظلوما جهولا 💙■💙فتارة الإنسان يتكبر على الله ويتكبر على الخالق♥︎●♥︎ وتارة يتكبر على الرسل💙■💙 وتارة أخرى يتكبر على العباد♥︎●♥︎ فأعاذنا الله نحن وإياكم من جميع أنواع الكبر💙■💙 ونجانا منه فأول أنواع الكبر التكبر على الله♥︎●♥︎ وهو أفحش أنواع الكبر ولا سبب له إلا الجهل المحض والطغيان💙■💙 مثل ما كان من النمروذ لعنه الله♥︎●♥︎ فإنه كان يحدث نفسه بأن يقاتل رب السماء💙■💙 وكما يحكى عن جماعة من الجهلة♥︎●♥︎ بل ما يحكي عن كل من أدعي الربوبية مثل فرعون وغيره💙■💙 فإنه بتكبره قال《▪︎ أنا ربكم الأعلى▪︎》♥︎●♥︎ 

◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆

إذ لم يرضى أن يكون عبدا لله فقال لقومه💙■💙 أنا ربكم الأعلى والعياذ بالله من هذا الكبر ♥︎●♥︎ والنمروذ عندما حاجه إبراهيم الخليل في ربه💙■💙 وقال لإبراهيم الخليل أنا أحيي وأميت♥︎●♥︎ فقال له إبراهيم الخليل《▪︎ فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فإت بها من المغرب💙■💙 فبهت الذي كفر▪︎》♥︎●♥︎ وثاني أنواع الكبر التكبر على الرسل💙■💙 من حيث تعزز النفس وترفعها على الإنقياد لبشر مثل سائر الناس♥︎●♥︎ وذلك تارة بصرف الفكر والإستبصار والإيمان بالله💙■💙 فيبقى في ظلمة الجهل بكبره ويبقى في ظلمة الكفر بكبره♥︎●♥︎ فيمتنع عن الإنقياد وهو ظان أنه محق في كبره💙■💙 ومحق في عناده ومحق بعدم إيمانه وتارة يمتنع مع المعرفة♥︎●♥︎ ولكن لا تطوعه نفسه للإنقياد بالحق والتواضع للرسل💙■💙 كما حكى الله سبحانه وتعالى قولهم♥︎●♥︎《▪︎ أنؤمن لبشرين مثلنا▪︎》 وقولهم أيضا《▪︎ إن أنتم إلا بشر مثلنا▪︎》💙■💙 وقولهم أيضا《▪︎ وقال الذين لا يرجون لقائنا💙 لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا💙 لقد أستكبروا في أنفسهم وعتو عتوا كبيرا▪︎》 ♥︎●♥︎وعندما تكبر فرعون وجنوده عن الإيمان بالله💙■💙 وبرسالة موسى وتكبره على موسى وتكبره على الله♥︎●♥︎ فقال له موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام💙■💙 آمن ولك ملكك فقال لموسى لا أؤمن حتى أشاور هامان♥︎●♥︎ فشاور هامان فقال هامان بينما أنت رب يعبد إذ صرت عبدا تعبد💙■💙 فرفض فرعون أن يكون عبدا لله♥︎●♥︎ ورفض أن يكون من أتباع موسى عليه السلام💙■💙 وذلك كله من أثر الكبر والعياذ بالله♥︎●♥︎

■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■

 وكذلك فعلت قريش عندما نزل الوحي على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم💙■💙 فقالوا لبعضهم البعض 《▪︎لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم▪︎ 》♥︎●♥︎وكانوا يقصدون الوليد بن المغيرة وأبو مسعود الثقفي💙■💙 فقالوا غلام يتيم كيف بعثة الله إلينا♥︎●♥︎ فيرد الله سبحانه وتعالى عليهم《▪︎ أهم يقسمون رحمت ربك▪︎》💙■💙 ومن ضمن كبر وكفر قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم♥︎●♥︎ قالوا له كيف نجلس إليك وعندك هؤلاء وأشاروا إلى فقراء المسلمين💙■💙 فازدروهم بأعينهم لفقرهم وتكبروا عن مجالستهم♥︎●♥︎ فأنزل الله سبحانه وتعالى 《▪︎ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي▪︎》💙■💙 ويخبر الله سبحانه وتعالى عنهم حينما دخل يهود قريش جهنم والعياذ بالله♥︎●♥︎ اذ لم يروا الذين إزدروهم في النار💙■💙 《▪︎فقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار▪︎》♥︎●♥︎ 

●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●

أما النوع الثالث فهو التكبر على العباد💙■💙 وذلك بأن يستعظم نفسه ويستحقر غيره♥︎●♥︎ فتأبى نفسه عن الإنقياد لهم وتدعوه إلى الترفه عليهم💙■💙 فيذدريهم ويستصغرهم ويأنف عن مساواتهم♥︎●♥︎ وهذا وإن كان دون الأول والثاني فهو أيضا كبر عظيم💙■💙 فإن الكبر والعز والعظمة والعلاء والعلي لا يليقان إلا بالملك♥︎●♥︎ الواحد الأحد الفرد الصمد القادر💙■💙 فأما العبد المملوك الضعيف العاجز♥︎●♥︎ الذي لا يقدر على شيء فمن أين له يليق بحاله الكبر💙■💙 فمهما تكبر العبد فقد نازع الله تعالى في صفة لا تليق إلا بجلال الله♥︎●♥︎ فالله سبحانه وتعالى يقول《▪︎ العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمته▪︎》💙■💙 فالخلق كلهم عباد لله ولله سبحانه وتعالى العظمة والكبرياء عليهم♥︎●♥︎ فمن تكبر على عبد من عباد الله فقد نازع الله في حقه💙■💙 حتى قال المتكبرين من أهل قريش ♥︎●♥︎《▪︎وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون▪︎》💙■💙 فكانوا ينصحون بعضهم البعض لئلا يسمعوا لهذا القرآن ولا يسمعوا لكلام الله♥︎●♥︎ وهو كما أعتقدوا بأنهم سيغلبون رسول الله وأتباعه بهذا النهج 💙■💙ويقول إبن مسعود كفى بالرجل إثما إذا قيل له إتقي الله قال عليك نفسك♥︎●♥︎ وقال صلى الله عليه وسلم لرجل كل بيمينك💙■💙 فرد على رسول الله بنوع من الكبر💙■💙 فقال لا أستطيع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أستطعت♥︎●♥︎ فما منعه إلا كبره قال فما رفعها بعد ذلك شلت يمينه💙■💙 عندما قال لرسول الله لا أستطعت بنوع من الكبر شلت يده وشلت يمينه بعد ذلك♥︎●♥︎

□♥︎□♥︎□♥︎□♥︎□♥︎□♥︎□

 وضرب الله الأمثال الكثيرة للكبر ومن ضمن الأمثال في الكبر💙■💙 تكبر إبليس لعنه الله على السجود لآدم♥︎●♥︎ وعلى مخالفة أمر السجود لآدم إذ قال لرب العزة《▪︎ أنا خير منه💙■💙 خلقتني من نار وخلقته من طين▪︎》 وهذا الكبر بالنسبة له لأنه أعتقد♥︎●♥︎ إن النار أحسن من الطين فحمله ذلك على أن يمتنع من السجود💙■💙 الذي أمره الله تعالى به وكان مبدأه الكبر على آدم والحسد له♥︎●♥︎ فجره ذلك الكبر الى التكبر على أمر الله سبحانه وتعالى💙■💙 فكان ذلك سبب هلاكه أبد الآبدين وطرد من الجنة♥︎●♥︎ وطرد من رحمة الله فهذة آفة من آفات الكبر على العباد عظيمة💙■💙 فيجب أن نعلم أنه لا يتكبر إلا من إستعظم♥︎●♥︎ نفسه وتفضيل نفسه عن الآخرين مما خلق الله💙■💙 فهذا هو الكبر والغرور والعياذ بالله منه♥︎●♥︎ وقد قال أبو سلمه قلت لأبي سعيد الخدري💙■💙 ما ترى فيما أحدث الناس من الملبس والمشرب والمركب والمطعم♥︎●♥︎ قال يا إبن أخي كل لله وأشرب لله وألبس لله💙■💙 وكل شيء من ذلك كله♥︎●♥︎ إذا دخله زهو أو مباهاة أو رياء أو سمعه فهو معصية💙■💙 وعالج في بيتك من الخدمة ما كان يعالج💙 رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته♥︎●♥︎ كان يعلف الأغنام ويعقل البعير ويقم البيت♥︎●♥︎ ويحلب الشاة ويخصف النعل ويرقع الثوب ويأكل مع خادمه💙■💙 ويطحن عنه إذا مرض ويشتري من السوق ولا يمنعه الحياء أن يعلقه بيده♥︎●♥︎ أو يجعله في طرف ثوبه وينقلب إلى أهله يصافح الغني والفقير💙■💙 والكبير والصغير ويسلم مبتدأ على كل من أستقبله♥︎●♥︎ من صغير أو كبير أسود أو أحمر حر أو عبد💙■💙 من أهل الصلاة♥︎●♥︎ ليس له حلة لمدخله وحلة لمخرجه💙■💙 لا يستحي من أن يجيب إذا دعي وإن كان أشعث أغبر♥︎●♥︎

●♥︎●♥︎●♥︎♥︎●♥︎●♥︎●

 ولا يحقر ما دعي إليه وإن لم يجد إلا حشف الدقل💙■💙 لا يرفع غداء لعشاء ولا عشاء لغداء♥︎●♥︎ هين المؤنة لين الخلق كريم الطبيعة جميل المعاشرة💙■💙 طليق الوجه بسام من غير ضحك محزون من غير عبوس♥︎●♥︎ شديد في غير عنف متواضع في غير مذله 💙■💙جواد من غير سرف رحيم لكل ذي قربي ومسلم♥︎●♥︎ رقيق القلب دائم الإطراق💙■💙 فقال أبو سلمة دخلت على عائشة رضي الله عنها وأرضاها♥︎●♥︎ فحدثتها بما قاله أبو سعيد الخدري في زهد رسول الله صلى الله عليه وسلم💙■💙 فقالت ما أخطأ منه حرفا ولقد قصر إذ ما أخبرك♥︎●♥︎ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمتلئ قط شبعا💙■💙 ولم يبث إلى أحد شكوى وإن كانت الفاقة لأحب إليه من اليسار والغنى♥︎●♥︎ وإن كان ليظل جائعا يلتوي ليلته حتى يصبح فما يمنعه ذلك عن صيام يومه💙■💙 ولو شاء أن يسأل ربه فيؤتى بكنوز الأرض وثمارها♥︎●♥︎ ورغد عيشها من مشارق الأرض ومغاربها لفعل💙■💙 وربما بكيت رحمة له مما أوتي من الجوع فأمسح بطنه بيدي♥︎●♥︎ وأقول نفسي لك الفداء لو تبلغت من الدنيا بقدر ما يقوتك ويمنعك من الجوع💙■💙 فيقول صلى الله عليه وسلم《▪︎ يا عائشة إخواني من أولى العزم من الرسل♥︎●♥︎ قد صبروا على ما هو أشد من هذا فمضوا على حالهم💙■💙 وقدموا على ربهم فأكرم مآبهم وأجزل ثوابهم♥︎●♥︎ فأجدني أستحي إن ترفهت في معيشتي أن يقصر بي دونهم💙■💙 أياما يسيرة أحب إلي من أن ينقص حظي غدا في الآخرة♥︎●♥︎ وما من شيء أحب إلي من اللحوق بإخواني وأخلائي▪︎》💙■💙 فقالت عائشة رضي الله عنها فوالله ما أستكمل بعد ذلك جمعة حتى قبضه الله عز وجل♥︎●♥︎ فما نقل من أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم💙■💙 ومن أخلاق وأحوال المتواضعين من صحابة رسول الله♥︎●♥︎ فمن طلب التواضع فليقتدي بهم💙■💙 ومن رأى في نفسه فوق محلهم ولم يرضى لنفسه♥︎●♥︎ بما رضيوا به فما يكون أشد جهله💙■💙

◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆

 فقد كان أعظم خلق الله منصبا في الدنيا والدين♥︎●♥︎ فلا عز ولا رفعه إلا في الاقتداء به💙■💙 ولمن أراد كسر الكبر عن نفسه فيكفيه أن يعرف معنى آية واحدة♥︎●♥︎ في كتاب الله فإن في القرآن الكريم علم الأولين والآخرين💙■💙 لمن فتحت بصيرته وقد قال الله تعالى♥︎●♥︎《▪︎ قتل الإنسان ما أكفره💙 من أي شيء خلقه من نطفه خلقه فقدره💙 ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره💙 ثم إذا شاء أنشره▪︎》💙■💙 فقد أشارت الآية الكريمة إلى أول خلق الإنسان♥︎●♥︎ وإلى آخر أمره وإلى وسطه فلينظر الإنسان ذلك💙■💙 ليفهم معنى هذة الآية فأما أول الإنسان فهو أنه♥︎●♥︎ لم يكن شيئا مذكورا وقد كان في حيز العدم ظهورا💙■💙 بل لم يكن لعدمه أول واى شيء أخس وأقل من المحو والعدم♥︎●♥︎ وقد كان ذلك في القدم ثم خلقه الله من أرذل الأشياء💙■💙 ثم من أقذرها إذ قد خلقه من تراب ثم من نطفة ثم من علقة♥︎●♥︎ ثم من مضغة ثم جعله عظما ثم كسا العظم لحما💙■💙 فقد كان هذا بداية وجوده♥︎●♥︎ حيث كان شيئا مذكورا فما صار شيئا مذكورا💙■💙 إلا وهو على أخس الأوصاف والنعوت♥︎●♥︎ إذ لم يخلق في إبتدائه كاملا بل خلقه جمادا ميتا💙■💙 لا يسمع ولا يبصر ولا يحس ولا يتحرك ولا ينطق♥︎●♥︎ ولا يبطش ولا يدرك ولا يعلم فبدأ بموته قبل حياته💙■💙 وبضعفه قبل قوته وبجهله قبل علمه وبعماه قبل بصره♥︎●♥︎ وبصممه قبل سمعه وببكمه قبل نطقه وبضلالته قبل هداه💙■💙 وبفقره قبل غناه وبعجزه قبل قدرته♥︎●♥︎ فهذا معنى قوله سبحانه وتعالى💙■💙 من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره♥︎●♥︎ ومعنى قوله سبحانه وتعالى💙■💙《▪︎ هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا♥︎●♥︎ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه▪︎》💙■💙 وهذا إشارة إلى ما تيسر له في مدة حياته إلى الموت♥︎●♥︎ وهذا معناه أنه أحياه بعد أن كان جمادا ميتا ترابا أولا ونطفة ثانية💙■💙 وأسمعه بعد ما كان أصم وأبصره بعد ما كان فاقدا للبصر♥︎●♥︎ وقواه بعد الضعف وعلمه بعد الجهل💙■💙 وخلق له الأعضاء بما فيها من العجائب والآيات بعد الفقد لها.♥︎●♥︎ وأغناه بعد الفقر وأشبعه بعد الجوع وكساه بعد العري وهداه بعد الضلال💙■💙

■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■

 فأنظر كيف دبره وصوره وإلى السبيل كيف يسره♥︎●♥︎ وإلى طغيان الإنسان ما أكفره وإلى جهل الإنسان كيف أظهره💙■💙 فأنظر إلى نعمة الله على الإنسان كيف نقله من تلك الذلة والقلة♥︎●♥︎ والخسة والقذارة إلى هذة الرفعة والكرامة فصار موجود بعد العدم💙■💙 وحيا بعد الموت وناطقا بعد البكم وبصيرا بعد العمى♥︎●♥︎ وقويا بعد الضعف وعالما بعد الجهل ومهديا بعد الضلال💙■💙 وقادرا بعد العجز وغنيا بعد الفقر فكان في ذاته لا شيء♥︎●♥︎ وأي شيء أخس من لا شيء وأي قلة أقل من العدم💙■💙 ثم صار بالله شيء وإنما خلقه من التراب الذليل الذي يوطئ بالإقدام♥︎●♥︎ والنطفة القذرة بعد العدم أيضا ليعرفه خسة ذاته💙■💙 فيعرف به نفسه وإنما أكمل النعمة عليه ليعرف بها ربه♥︎●♥︎ ويعلم بها عظمته وجلاله وأنه لا يليق الكبرياء إلا به جل وعلا💙■💙 ولذلك أمتن عليه الله سبحانه وتعالى فقال♥︎●♥︎《▪︎ ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين▪︎》💙■💙 فمن كان هذا بدايته وهذة أحواله فمن أين له البطر والكبرياء والفخر والخيلاء ♥︎●♥︎وهو على التحقيق أخس الأخساء وأضعف الضعفاء💙■💙 ولكن هذة عادة الخسيس إذا رفع من خسته شمخ بأنفه وتعظم ♥︎●♥︎وذلك لدلالة خسة أوله ولا حول ولا قوة إلا بالله💙■💙 فالله سبحانه وتعالى لو أكمله وفوض إليه أمره وأدام له الوجود بإختياره♥︎●♥︎ لجاز أن يطغى وينسى المبتدأ والمنتهى💙■💙 ولكن الله سلط عليه في دوام وجوده الأمراض الهائلة والأسقام العظيمة♥︎●♥︎ والآفات المختلفة والطباع المتضادة يهدم بعضها بعض♥︎●♥︎ شاء أم أبى رضي أم سخط فيجوع كرها ويعطش كرها💙■💙 ويمرض كرها ويموت كرها ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا♥︎●♥︎ ولا خيرا ولا شرا يريد أن يعلم الشيء فيجهله💙■💙

●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●

 ويريد أن يذكر الشيء فينساه ويريد أن ينسى الشيء ويغفل عنه♥︎●♥︎ فلا يغفل عنه ويريد أن يصرف قلبه إلى ما يهمه💙■💙 فيجول في أوديه الوساوس والأفكار بالإضطرار♥︎●♥︎ فلا يملك قلبه قلبه ولا نفسه نفسه💙■💙 ويشتهي الشيء وربما يكون هلاكه فيه ويكره الشيء وربما تكون حياته فيه♥︎●♥︎ يستلذ الأطعمة وتهلكه وترديه ويكره الأدوية وهي تنفعه وتشفيه وتحييه💙■💙 ولا يأمن في لحظة من ليلة أو نهارة أن يسلب سمعه وبصره♥︎●♥︎ وتفلج أعضائه ويذهب عقله وتختطف روحه ويسلب جميع ما يهواه في دنياه💙■💙 فهو مضطر ذليل إن ترك بقى وإن أختطف فني♥︎●♥︎ عبد مملوك لا يقدر على شيء من نفسه ولا شيء من غيره💙■💙 في أي شيء أذل منه لو عرف نفسه وأي شيء يليق الكبر به لولا جهله♥︎●♥︎ فهذا أوسط أحواله فليتأمله وأما آخره ومورده💙■💙 فهو الموت المشار إليه بقوله تعالى♥︎●♥︎《▪︎ ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره▪︎》 ومعنى الآية إنه تسلب روحه وسمعه وبصره💙■💙 وعلمه وقدرته وحسه وإدراكه وحركته فيعود جمادا♥︎●♥︎ كما كان أول مرة لا يبقى إلا شكل أعضائه وصورته💙■💙 لا حس فيه ولا حركة ثم يوضع في التراب♥︎●♥︎ فيصير جيفة نتنه قذره كما كان في الأول نطفة مذرة💙■💙 ثم تبلى أعضائه وتتفت أجزاؤه وتنخر عظامه ويصير رميما رفاتا♥︎●♥︎ ويأكل الدود أجزاؤه فيبتدأ بعينيه فيقلعهم وبخديه فيقطعهم💙■💙 وبسائر أجزائه فيصير روثا في أجواف الديدان♥︎●♥︎ ويكون جيفة يهرب منه الحيوان ويستقذره كل إنسان💙■💙 ويهرب منه لشدة الإنتان وأحسن أحواله أن يعود إلى ما كان فيصير ترابا♥︎●♥︎ يعمل منه الكيزان ويعمر منه البنيان فيصير مفقودا بعد ما كان موجودا💙■💙 وصار كان لم يغني بالأمس حصيدا كما كان في أول أمره♥︎●♥︎ أمدا مديدا وليته بقي كذلك فما أحسنه لو ترك ترابا💙■💙 بل يحييه الله بعد طول البلي ليقاسي شديد البلاء♥︎●♥︎

●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●

 فيخرج من قبره بعد جمع أجزائه المتفرقة ويخرج إلى أهوال القيامة💙■💙 فينظر إلى قيامة قائمة وسماء مشققه ممزقه وأرض مبدله وجبال مسيره♥︎●♥︎ ونجوم منكسره وشمس منكسفه وأحوال مظلمه💙■💙 وملائكه غلاظ شداد وجهنم تزفر♥︎●♥︎ وجنة ينظر إليها المجرم فيتحسر💙■💙 ويرى الصحائف منشورة فيقال له إقرا كتابك فيقول ما هو♥︎●♥︎ فيقال كان قد وكل بك في حياتك التي كنت تفرح بها💙■💙 وتتكبر بنعيمها وتفتخر بأسبابها ملكان رقيبان♥︎●♥︎ يكتبان عليك ما كنت تنطق به أو تعمله من قليل أو كثير💙■💙 ونقير وقتمير وأكل وشرب وقيام وقعود♥︎●♥︎ قد نسيت ذلك وأحصاه الله عليك فهلم إلى الحساب💙■💙 وأستعد للجواب أو تساق إلى دار العذاب♥︎●♥︎ فينقطع قلبك فزعا من هول هذا الخطاب💙■💙 قبل أن تنتشر الصحيفة وتشاهد ما فيها من معاصي وذنوب♥︎●♥︎ فإذا شاهدت قلت كما قال الله تبارك وتعالى💙■💙《▪︎ يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها▪︎》♥︎●♥︎ فهذا آخر أمرك وهو معنى قوله سبحانه وتعالى💙■💙《▪︎ ثم إذا شاء أنشره▪︎》♥︎●♥︎ 

فلمن هذا حاله والتكبر والتعظم يتصف بهما💙■💙 قد أظهرنا له أول حاله ووسطه ولو ظهر آخره والعياذ بالله تعالى♥︎●♥︎ ربما أختار أن يكون كلبا أو خنزيرا ليصير مع البهائم ترابا💙■💙 ولا يكون إنسانا يسمع خطابا أو يلقى عذابا♥︎●♥︎ وإن كان عند الله مستحقا للنار فالخنزير أشرف منه وأطيب وأرفع💙■💙 إذ أوله التراب وآخره التراب وهو بمعزل عن الحساب والعذاب♥︎●♥︎ والكلب والخنزير لا يهرب منه الخلق ولو رأى أهل الدنيا💙■💙 العبد المذنب في النار لصعقوا من وحشة خلقته وقبح صورته♥︎●♥︎ ولو وجدوا ريحه لماتوا من نتانته ولو وقعت قطرة من شرابه💙■💙 الذي يسقى منه في بحار الدنيا لصارت أنتن من الجيفة♥︎●♥︎ فمن هذا حاله في العاقبة إلا أن يعفو الله عنه برحمته ورضاه 💙■💙وهو على شك من العفو كيف يفرح ويبطر وكيف يتكبر ويتكبر ♥︎●♥︎وكيف يرى نفسه شيئا حتى يعتقد له فضلا💙■💙

●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●

 واي عبد لم يذنب ذنبا يستحق به العقوبة إلا أن يعفوا الله الكريم بفضله♥︎●♥︎ ويجبر الكسر بمنه والرجاء منه ذلك لكرمه وحسن الظن به💙■💙 ولا قوه إلا بالله العلي العظيم ♥︎●♥︎وأخيرا فأما العلاج العلمي والعملي فهو التواضع لله بالفعل💙■💙 ولسائر الخلق بالمواظبة على أخلاق المتواضعين♥︎●♥︎ كما وصفنا وحكينا من قبل من أحوال الصالحين💙■💙 ومن أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم♥︎●♥︎ في التواضع حتى أنه كان يأكل على الأرض من كثرة تواضعه لله💙■💙 ولذلك أمر العرب الذين تكبروا على الله ورسوله بالايمان وبالصلاة جميعا♥︎●♥︎ وقيل الصلاة عماد الدين وفي الصلاة أسرار لأجلها كانت عمادا 💙■💙ومن جملة هذة الأسرار ما فيها من التواضع بالمثول قائما وبالركوع وبالسجود لله رب العالمين♥︎●♥︎ وقد كانت العرب قديما يكرهون الإنحناء💙■💙 فكان يسقط من يد الواحد حرامه فلا ينحني لأخذه♥︎●♥︎ وينقطع شراك نعله فلا ينكس رأسه لإصلاحه💙■💙 فلما كان السجود عندهم هو منتهى الذلة أمروا بالسجود في الصلاة♥︎●♥︎ لتنكسر بذلك خيلائهم ويزول كبرهم ويستقر التواضع في قلوبهم💙■💙 فأمرهم الله بالسجود في الصلاة لينكسر الكبر ويتواضعوا لخلق الله♥︎●♥︎ ويتواضعوا لله وبه أمر سائر الخلق💙■💙 فإن الركوع والسجود والمثول قائما هو العمل الذي يقتضيه التواضع♥︎●♥︎ وإذا سجدت لله وركعت لله وتواضعت لله💙■💙 وآمنت بالله أنجاك الله ورفعك الله وحرم عليك نيرانه♥︎●♥︎ وأهم صفه وأهم شرط لعدم إيمان اليهود بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم💙■💙 هو رفضهم السجود لله ورفضهم الركوع لله♥︎●♥︎ فيا من رفضت أن تسجد وتركع للذي خلقك فقد خسرت دنياك وخسرت آخرتك💙■💙 نسأل الله العلي القدير أن يعيذنا وإياكم من شر الكبر♥︎●♥︎ وأن ينزعه من قلوبنا وأجسادنا 💙■💙اللهم أجعلنا من الساجدين لك اللهم أجعلنا من الراكعين لك♥︎●♥︎ اللهم أجعلنا من الخاشعين لك اللهم أجعلنا من عبادك الصالحين💙■💙 اللهم أجعلنا من عبادك المتقين اللهم أجعلنا من عبادك المؤمنين ♥︎●♥︎اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه💙■💙 اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم♥︎●♥︎ اللهم أرحمنا برحمتك الواسعة يا أرحم الراحمين💙■💙 نقول قولنا هذا ونستغفر الله العظيم لنا ولكم♥︎●♥︎ وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين💙■💙 والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته♥︎●♥︎