⚘💐🌹💙❤💚⚘💐🌹 وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ⚘💐🌹💙❤💚⚘💐🌹

الحمد لله رب العالمين💙■💙 حمدا وشكرا إلى أبد الآبدين♥︎■♥︎ والصلاة والسلام على أشرف المرسلين💙■💙 سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين♥︎■♥︎ وسلم تسليما كثيرا أما بعد♥︎■♥︎ فيقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله💙■💙《▪︎ وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل♥︎ إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا▪︎》♥︎■♥︎ صدق الله العلي العظيم💙■💙 فإن نعمة الخلافة ونعمة الإمارة هي من أفضل العبادات♥︎■♥︎ إذا كان ذلك مع العدل وتمام العدل وتمام الإخلاص💙■💙 وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم♥︎■♥︎《▪︎ ما من والي عشرة إلا جاء يوم القيامة💙■💙 مغلولة يده إلى عنقه أطلقه عدله أو أوبقه جوره▪︎》♥︎■♥︎ ومما أثر عن السلف الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم 💙■💙كما كانوا يقولون يوم من إمام عادل♥︎■♥︎ خير من عبادة الرجل ستين عاما💙■💙 فما هى أي عبادة هذة توازي منها اليوم عبادة ستين سنة💙■💙 إلا وهي عبادة العدل والإحسان♥︎■♥︎ والحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى💙■💙 ويقول الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه♥︎■♥︎ 《▪︎أول من يدخل الجنة ثلاثة الأمام المقسط أحدهم▪︎》💙■💙

◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆

 فالإمارة والخلافة والعدل من أعظم العبادات ومن أشوفها♥︎■♥︎ ولا يزال المتقون والمؤمنون يتركونها ويحترزون منها💙■💙 ويهربون من تقلدها وذلك لما فيها من عظيم الخطر♥︎■♥︎ إذ تتحرك بها الصفات الباطنة ويغلب على النفس حب الجاه💙■💙 ولذة الإستيلاء ونفاذ الأمر وهو أعظم ملاذ الدنيا♥︎■♥︎ فإذا صارت الولاية محبوبه كان الوالي ساعيا في حظ نفسه💙■💙 ويوشك أن يتبع هواه فيمتنع من كل ما يقدح في جاهه وولايته♥︎■♥︎ وإن كان حقا ويقدم على ما يزيد في مكانته💙■💙 وإن كان باطلا وعند ذلك يهلك♥︎■♥︎ ويكون يوم من سلطان جائر شرا من فسق ستين سنة💙■💙 ولهذا الخطر العظيم كان عمر رضي الله عنه وأرضاه يقول♥︎■♥︎ من يأخذها بما فيها وكيف لا💙■💙 وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم♥︎■♥︎ 《▪︎ما من والي عشرة إلا جاء يوم القيامة مغلولة💙■💙 يده إلى عنقه أطلقه عدله أو أوبقه جوره▪︎》♥︎■♥︎ ومن حديث عبد الرحمن بن سمرة إذ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم💙■💙《▪︎ يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها من غير مسألة♥︎■♥︎ أعنت عليها وإن 

أوتيتها عن مسألة وكلت إليها▪︎》♥︎

■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■

💙■💙 وقال أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه♥︎■♥︎ لرافع إبن عمر لا تأمر على إثنين💙■💙 ثم ولي هو الخلافة فقام بها💙■💙 فقال له رافع ألم تقل لي لا تأمر على إثنين وأنت قد وليت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم♥︎■♥︎ فقال بلى وأنا اقول لك ذلك💙■💙 فمن لم يعدل فيها فعليه لعنة الله♥︎■♥︎ ولعل القليل البصيرة يرى ما ورد من فضل الإمارة💙■💙 مع ما ورد من نهي عنها متناقضا ♥︎■♥︎وليس كذلك بل الحق فيه أن الخواص الأقوياء في الدين💙■💙 لا ينبغي أن يمتنعوا من تقلد الولايات♥︎■♥︎ وإن الضعفاء لا ينبغي أن يدوروا بها فيهلكوا💙■💙 والمعني هنا بالقوي الذي لا تميله الدنيا ولا يستفزه الطمع♥︎■♥︎ ولا تأخذه في الله لومة لائم 💙■💙وهم الذين سقط الخلق عن أعينهم وزهدوا في الدنيا♥︎■♥︎ وتبرموا بها وبمخالطة الخلق وقهروا أنفسهم وملكوها💙■💙 وقمعوا الشيطان فيئس منهم♥︎■♥︎ فهؤلاء لا يحركهم إلا الحق ولا يسكنهم إلا الحق💙■💙 ولو زهقت فيها أرواحهم فهم أهل نيل الفضل في الإمارة والخلافة♥︎■♥︎ ومن علم أنه ليس بهذة الصفة فيحرم عليه الخوض في الولايات💙■💙 ومن جرب نفسه فرآها صابرة على الحق كافة عن الشهوات♥︎■♥︎ في غير الولايات ولكن خاف عليها أن تتغير إذا ذاقت لذة الولاية💙■💙 وأن تستحلي الجاه وتستلذ نفاذ الأمر فتكره العزل♥︎■♥︎ فيداهن مخافة من العزل💙■💙

●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●

 فهذا فقد أختلف العلماء في أنه هل يلزمه الهروب من تقلد الولاية♥︎■♥︎ فقال قائلون لا يجب لأن هذا خوف أمر في المستقبل💙■💙 وهو في الحال لم يعهد نفسه إلا قوية في ملازمة الحق وترك لذات النفس♥︎■♥︎ والصحيح أن عليه الأحتراز لأن النفس خداعة مدعية للحق💙■💙 واعدة بالخير فلو وعدت بالخير جزما لكان يخاف عليها أن تتغير عند الولاية♥︎■♥︎ فكيف إذا أظهرت التردد💙■💙.. والإمتناع عن قبول الولاية أهون من العزل بعد الشروع♥︎■♥︎ فالعزل مؤلم وهو كما يقولون العزل من الولاية💙■💙 يكون بمثابة طلاق الرجال♥︎■♥︎ فإذا شرع لا تسمح نفسه بالعزل أو تميل نفسه إلى المداهنة💙■💙 وإهمال الحق وتهوي به نفسه في قاع جهنم♥︎■♥︎ ولا يستطيع النزوع منها حتى ينال الموت إلا أن يعزل قهرا💙■💙 ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم♥︎■♥︎《▪︎ إنا لا نولي أمرنا من سألنا▪︎》💙■💙 فإذا فهمنا إختلاف حكم القوي والضعيف♥︎■♥︎ علمنا أن نهى أبي بكر رافعا عن الولاية ثم تقلده لها ليس بمتناقض.💙■💙. 

●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●♥︎●

فالولاية والقضاء فهما في معناهما♥︎■♥︎ فإن كل من يتولى ذي ولاية فهو أمير اي يكون له أمر نافذ وحكم النافذ على مرؤوسيه💙■💙 والإمارة محبوبة بالطبع♥︎■♥︎ والثواب في القضاء عظيم مع إتباع الحق والعقاب فيه أيضا عظيم💙■💙 مع العدول عن الحق وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخصوص الولاية والقضاء♥︎■♥︎《▪︎ القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة▪︎》💙■💙 وقال عليه أفضل الصلاة والسلام♥︎■♥︎《▪︎ من أستقضى فقد ذبح بغير سكين▪︎》💙■💙. فحكم القاضي كحكم الإمارة ينبغي أن يتركه الضعفاء♥︎■♥︎ وكل من للدنيا ولذتها وزن في عينه💙■💙 وليتقلد القضاء الأقوياء الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم♥︎■♥︎ ومهما كان السلاطين ظلمة ولم يقدر القاضي على القضاء💙■💙 إلا بمداهنتهم وإهمال بعض الحقوق لأجلهم ولأجل المتعلقين بهم♥︎■♥︎ إذ يعلم أنه لو حكم عليهم بالحق لعزلوه أو لم يطيعوه💙■💙 فليس له أن يتقلد القضاء وإن تقلد القضاء فعليه أن يطالبهم بالحقوق ♥︎■♥︎ولا يكون خوف العزل عذرا مرخصا له في الإهمال أصلا💙■💙 بل إذا عزل سقطت العهدة عنه فينبغي أن يفرح بالعزل♥︎■♥︎ إن كان يقضي لله💙■💙 فإن لم تسمح نفسه بذلك فهو إذا يقضي لأتباع الهوى وأتباع الشيطان♥︎■♥︎ وهو بذلك يكون مع الظلمة في الدرك الأسفل من النار 💙■💙وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طلب الإمارة وتوعد عليها♥︎■♥︎ حتى قال صلى الله عليه وسلم💙■💙《▪︎ إنكم تحرصون على الإمارة وإنها حسرة وندامة يوم القيامة إلا من أخذها بحقها▪︎》♥︎■♥︎ ويقول صلى الله عليه وسلم ايضا《▪︎ نعمت المرضعة وبئست الفاطمة▪︎》💙■💙 

◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆

ومن المعلوم أن السلطة والإمارة لو تعطلت لبطل الدين والدنيا جميعا♥︎■♥︎ وصار القتال بين الخلق وزال الأمن وخربت البلاد💙■💙 وتعطلت المعايش♥︎■♥︎ والقضاء والخلافة مما يحتاج الناس إليه في دينهم ودنياهم💙■💙 كالوعظ والتدريس والفتوى وفي كل واحدة منهما فتنة ولذة♥︎■♥︎ فلا فرق بينهم فلو حبس الخلق وقيدوا بالسلاسل والأغلال💙■💙 من طلب العلوم التي فيها القبول والرئاسة♥︎■♥︎ لإفلتوا من الحبس وقطعوا السلاسل وطلبوها💙■💙 وقد وعد الله سبحانه وتعالى أن يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم♥︎■♥︎ فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول💙■💙《▪︎ إن الله يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم▪︎》♥︎■♥︎ وفي قول الله تبارك وتعالى《▪︎ وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل▪︎》💙■💙 فإن الله سبحانه وتعالى يأمر ولاة الأمور والحكام المسلمين♥︎■♥︎ أن يؤدوا ماأئتمنهم الله عليه في رعيتهم💙■💙 من كافة الحقوق والأموال وتأدية وتوزيع الأموال والصدقات عليهم♥︎■♥︎ كما أمرهم الله بأداء كل شيء من ذلك إلى من هو له💙■💙 بعد أن تصير في أيدي الولاة♥︎■♥︎ فلا تظلموها أهلها ولا تستأثروا بشيء منه 💙■💙ولا تضعوا شيئا منها في غير موضعه♥︎■♥︎ ولا تأخذوها إلا ممن أذن الله لكم بأخذها منه💙■💙 قبل أن تصير في أيديكم♥︎■♥︎ ويأمركم إذا حكمتم بين رعيتكم أن تحكموا بينهم بالعدل والإنصاف💙■💙 وذلك بحكم الله الذي أنزله في كتابه♥︎■♥︎ وبينه على لسان رسوله فلا تتعدوا ذلك فتجوروا على الرعية♥︎■♥︎

■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■

 فإن الله سبحانه وتعالى يثني على الولاة والحكام فيقول💙■💙 《▪︎نعما يعظكم به الله▪︎》 في أمره إياكم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها♥︎■♥︎ وأن تحكموا بين الناس بالعدل إن الله كان سميعا بصيرا عليما خبيرا💙■💙 فالبينة على المدعي واليمين على من أنكر♥︎■♥︎ وهذا خطاب للولاه والأمراء والحكام💙■💙 ويدخل في ذلك بالمعنى جميع الخلق♥︎■♥︎ فقال صلى الله عليه وسلم💙■💙 《▪︎إن المقسطين يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن♥︎ وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا▪︎》♥︎■♥︎ وقال صلى الله عليه وسلم💙■💙《▪︎ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته♥︎■♥︎ فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته💙■💙 والرجل راع على أهله وهو مسؤول عنهم♥︎■♥︎ والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤوله عنه💙■💙 والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه♥︎■♥︎ ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته▪︎》💙■💙 اللهم أهدنا بفضلك في من هديت♥︎■♥︎ وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت💙■💙 وبارك اللهم لنا فيما أعطيت♥︎■♥︎ وقنا وأصرف عنا شر ما قضيت💙■💙 إنك سبحانك تقضي بالحق ولا يقضى عليك♥︎■♥︎ تباركت ربنا وتعاليت💙■💙  فلك الحمد على ما قضيت ولك الشكر على ما أنعمت به علينا وأوليت♥︎■♥︎ اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار💙■💙 اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه♥︎■♥︎ وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين💙■💙 والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ♥︎■♥︎