💐⚘🌷💙❤❤🥀 أولئك الذين أشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون 💐⚘🌷💙❤🥀⚘《 الجزء الثالث 》

الحمد لله رب العالمين💙■💙 والصلاة والسلام على أشرف المرسلين♥︎■♥︎ سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وصحبه أجمعين💙■💙 وسلم تسليما كثيرا أما بعد♥︎■♥︎ نستكمل اليوم الجزء الثالث من تفسير قول الله تبارك وتعالى💙■💙 أولئك الذين أشتروا الحياه الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون♥︎■♥︎ ونوضح في هذة المرة أصناف المغترين وأقسام فرق كل صنف💙■💙 وهم أربعة أصناف فالصنف الأول هم أهل العلم والمغترون♥︎■♥︎ منهم فرق ففرقة أحكموا العلوم الشرعية والعقلية وتعمقوا فيها💙■💙 وأشتغلوا بها وأهملوا تفقد الجوارح وحفظها عن المعاصي♥︎■♥︎ وإلزامها بالطاعات وأغتروا بعلمهم وظنوا أنهم عند الله بمكان💙■💙 وأنهم بلغوا من العلم مبلغا لا يعذب الله مثلهم بل يقبل في الخلق شفاعتهم♥︎■♥︎ وأنه لا يطالبهم بذنوبهم وخطاياهم لكرامتهم على الله وهم مغرورون💙■💙 فإنهم لو نظروا بعين البصيرة علموا أن العلم علمان علم معاملة وعلم مكاشفة♥︎■♥︎ وهو العلم بالله وبصفاته المسمى بالعادة علم المعرفة💙■💙

■●■□●■□●■♡♡■□●■□●■□●■

 وأما علم المعاملة كمعرفة الحلال والحرام وأخلاق النفس المذمومة والمحمودة وكيفية علاجها♥︎■♥︎ والفرار منها فهي علوم لا تراد إلا للعمل ولولا الحاجة إلى العمل لم يكن لهذة العلوم قيمة💙■💙 وكل علم يراد للعمل فلا قيمة له دون العمل♥︎■♥︎ وهكذا الفقيه الذي أحكم علم الطاعات ولم يعملها💙■💙 وأحكم علم المعاصي ولم يجتنبها وأحكم علم الاخلاق المذمومة وما زكي نفسه منها♥︎■♥︎ وأحكم علم الأخلاق المذمومة وما زكى نفسه منها ولم يتصف بها💙■💙 فهو مغرور إذ يقول الله تبارك وتعالى♥︎■♥︎ قد أفلح من زكاها ولم يقل قد أفلح من تعلم كيفية تزكيتها💙■💙 وكتب علم ذلك وعلمه الناس وعند هذا يقول له الشيطان لا يغرنك هذا المثال♥︎■♥︎ فإن العلم بالدواء لا يزيل المرض وإنما مطلبك القرب من الله وثوابه💙■💙 والعلم يجلب الثواب فإن كان المسكين معتوها مغرورا ووافق ذلك مراده وهواه فاطمئن إليه♥︎■♥︎ وأهمل العمل وأما الذي يدعي علم علوم المكاشفة كالعلم بالله وبصفاته وأسمائه💙■💙 ومع ذلك يهمل العمل ويضيع أمر الله وحدوده فغروره أشد ومن أمثلة ذلك مثال من أراد خدمة ملك فعرف الملك♥︎■♥︎ وعرف أخلاقه ولونه وشكله وطوله وعرضه ولم يتعرف ما يحبه وما يكرهه وما يغضب عليه وما يرضى به💙■💙 فلا يتصور أن يعرف الإنسان أسدا ثم لا يتقيه ولا يخافه وقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام♥︎■♥︎ خاف مني كما تخاف السبع الضاري فمن لا يعرف الأسد كلونه وشكله وأسمه قد لا يخافه💙■💙 وكأنه ما عرف الأسد فمن عرف الله تعالى عرف من صفاته أنه يهلك العالمين ولا يبالي ويعلم أنه مسخر في قدرة من لو اهلك مثله آلاف مؤلفة وأبد عليهم العذاب أبد الآباد♥︎■♥︎ لم يؤثر فيه ذلك ولم تأخذه عليه رقة ولذلك يقول الله تبارك وتعالى💙■💙

◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♥︎◆♡◇♥︎◆♥︎◆

 إنما يخشى الله من عباده العلماء ورأس الحكمة هي خشية الله سبحانه وتعالى♥︎■♥︎ ويقول إبن مسعود كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا💙■💙 فإذا الفقيه من فقه عن الله أمره ونهيه وعلم من صفاته ما أحبه وما كره♥︎■♥︎ ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإذا لم يكن بهذه الصفة فهو من المغرورين💙■💙 وفرقة أخرى أحكموا العلم والعمل فواظبوا على الطاعات الظاهرة وتركوا المعاصي♥︎■♥︎ إلا أنهم لم يتفقدوا قلوبهم ليمحوا الصفات المذمومة عند الله💙■💙 من الكبر والحسد والرياء وطلب الرئاسة وإرادة السوء للأقران وطلب الشهرة في البلاد والعباد♥︎■♥︎ وربما لم يعرف بعضهم أن ذلك مذموم فهؤلاء زينوا ظواهرهم وأهملوا بواطنهم💙■💙 ونسوا قوله صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم♥︎■♥︎ فتعهدوا الأعمال وما تعهدوا القلوب والقلب هو الأصل إذ لا ينجو إلا من أتى الله بقلب سليم♥︎■♥︎ ومثال ذلك كقبور الموتى ظاهرها مزين وباطنها جيفة💙■💙 أو كبيت مظلم باطنه وضع سراج على سطحه فأستنار ظاهره وباطنه مظلم♥︎■♥︎ وهناك أيضا فرقة أخرى علموا أن هذة الأخلاق الباطنة مذمومة من جهة الشرع💙■💙 إلا أنهم لعجبهم بأنفسهم يظنون أنهم منفكون عنها وأنهم أرفع عند الله من أن يبتليهم بذلك♥︎■♥︎ ثم إذا ظهر عليهم الكبر والرئاسة وطلب العلو والشرف قالوا ما هذا كبر 💙■💙وإنما هو طلب عز الدين وإظهار شرف العلم ونصر الدين لله♥︎■♥︎ فمنهم كذلك من يدخل على السلطان ويتودد إليه ويثني عليه ويتواضع له💙■💙 وإذا خطر له أن التواضع للسلاطين الظلمة قال له الشيطان هيهات♥︎■♥︎ إنما ذلك عند الطمع في مالهم فأما أنت فغرضك أن تشفع للمسلمين وتدفع الضرر عنهم💙■💙 وتدفع شر أعدائك عن نفسك والله يعلم من باطنه أنه لو ظهر لبعض أقرانه♥︎■♥︎ قبول عند ذلك الشيطان فصار يشفعه في كل مسلم حتى دفع الضرر عن جميع المسلمين ثقل عليه ذلك💙■💙 

●■●■●■●■●■●■●■●■●■●■●■●

وهناك فرقة أخرى أحكموا العلم وطهروا الجوارح وزينوها بالطاعات♥︎■♥︎ وأجتنبوا ظواهر المعاصي وتفقدوا أخلاق النفس وصفات القلب من الرياء💙■💙 والحسد والحقد والكبر وطلب العلو وجاهدوا أنفسهم في التبري منها وقلعوا من القلوب منابتها♥︎■♥︎ ولكنهم بعد مغرورون إذ بقيت في زوايا القلب من خفايا مكائد الشيطان💙■💙 وخبايا خدع النفس ما دق وغمض مدركه فلم يفطنوا لها وأهملوها♥︎■♥︎ ومثالهم مثل من يريد من تنقية الزرع من الحشائش الضارة فدار عليه وفتش عن كل حشائش ضارة رآها فقلعها💙■💙 إلا أنه لم يفتش على ما يخرج رأسه بعد من تحت الأرض وظن أن الكل قد ظهر وبرز♥︎■♥︎ فكذلك العالم قد يفعل جميع ذلك ويذهل عن المراقبة للخفايا والتفقد للدفائن فتراه يسهر ليله ونهاره💙■💙 في جمع العلوم وترتيبها وتحسين ألفاظها وجمع التصانيف فيها وهو يرى أن باعثه الحرص♥︎■♥︎ على إظهار دين الله ونشر شريعته ولعل باعثه الخفي هو طلب الذكر وإنتشار الصيد في الأطراف وكثرة الرحالة إليه من الآفاق💙■💙 وإنطلاق الألسنة عليه بالثناء والمدح بالزهد والورع والعلم والتقديم له في المهمات♥︎■♥︎ وإيثاره في الأغراض والإجتماع حوله للإستفادة والتلذذ بحسن الإصغاء💙■💙 عند حسن اللفظ والإيراد والتمتع بتحريك الرؤوس إلى كلامه♥︎■♥︎ والبكاء عليه والتعجب منه والفرح بكثرة الأصحاب والأتباع💙■💙 والمستفيدين♥︎■♥︎ ثم أن هناك فرقة أخرى أشتغلوا بعلم الكلام والمجادلة في الأهواء والرد على المخالفين وتتبع مناقضاتهم💙■💙 وأستكثروا من معرفة المقالات المختلفة وأشتغلوا بتعلم الطرق في مناظرة أولئك وإفحامهم♥︎■♥︎ وأفترقوا في ذلك فرقا كثيرة وأعتقدوا أنه لا يكون لعبد عمل إلا بإيمان💙■💙 ولا يصح إيمان إلا بأن يتعلم جدلهم وما سموه أدلة عقائدهم♥︎■♥︎ وظنوا أنه لا أحد أعرف بالله وبصفاته منهم وأنه لا إيمان لمن لم يعتقد مذهبهم💙■💙 ولم يتعلم علمهم ودعت كل فرقة منهم إلى نفسها ♥︎■♥︎وإذا رأوا إنسانا مصرا على ضرره هجروه وأعرضوا عنه وأبغضوه في الله💙■💙 ولم يلزموا أنفسهم الملاحة معه طول العمر بل قالوا إن الحق هو الدعوة إلى السنة♥︎■♥︎

♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■

 إذ روى أبو أمامه الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما ضل قوم قط بعد هدي كانوا عليه إلا أوتوا الجدل💙■💙 وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على أصحابه وهم يتجادلون ويختصمون♥︎■♥︎ فغضب عليهم حتى كأنه فقأ في وجهه حب الرمان حمرة من الغضب💙■💙 فقال صلى الله عليه وسلم ألهذا بعثتم أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض♥︎■♥︎ إنظروا الى ما أمرتم به فأعملوا وما نهيتم عنه فأنتهوا💙■💙 فقد ذجرهم عن ذلك وكانوا أولى خلق الله بالحجاج والجدال♥︎■♥︎ ثم أنهم رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بعث إلى كافة أهل الملل💙■💙 فلم يقعد معهم في مجلس مجادلة لإلزام وإفحام  وتحقيق حجة♥︎■♥︎ ودفع سؤال وإيراد إلزام فما جادلهم إلا بتلاوة القرآن المنزل عليهم💙■💙 ولم يزد في المجادلة عليه لأن ذلك يشوش القلوب ويستخرج منها الإشكالات والشبه♥︎■♥︎ ثم لا يقدر على محوها من قلوبهم💙■💙 وفرقة أخرى إشتغلوا بالوعظ والتذكير وأعلاهم رتبة من يتكلم في أخلاق النفس♥︎■♥︎ وصفات القلب من الخوف والرجاء والصبر والشكر والتوكل والزهد واليقين والإخلاص💙■💙 والصدق ونظائره وهم مغرورون يظنون بأنفسهم أنهم إذا تكلموا بهذة الصفات♥︎■♥︎ ودعوا الخلق إليها فقد صاروا موصوفين بهذة الصفات وهم منفكون عنها عند الله💙■💙 وغرور هؤلاء أشد الغرور لأنهم يعجبون بأنفسهم غاية الإعجاب ويظنون أنهم ما تبحروا في علم المحبة♥︎■♥︎ إلا وهم محبون لله💙■💙 وفرقة أخرى منهم عدلوا عن المنهاج الواجب في الوعظ وهم وعاظ أهل هذا الزمان كافة♥︎■♥︎ إلا من عصمه الله على الندور في بعض أطراف البلاد💙■💙 إن كان ولسنا نعرفه فأشتغلوا بالطامات والشطح وتلفيق كلمات خارجة عن قانون الشرع والعقل♥︎■♥︎ طلبا للإغراب وطائفة شغفوا بطيارات النكت وتسجيع الألفاظ وتلفيقها فأكثر همهم بالإسجاع💙■💙 والإستشهاد بأشعار الوصال والفراق وغرضهم أن تكثر في مجالستهم الزعقات والتواجد ولو على أغراض فاسدة♥︎■♥︎ فهؤلاء هم شياطين الإنس ضلوا وأضلوا عن سواء السبيل💙■💙 فإن الأولين وإن لم يصلحوا أنفسهم فقد أصلحوا غيرهم وصححوا كلامهم ووعظهم♥︎■♥︎

●■●■♡■♡♤■□●■●♡♤♡■□■●■●■

 وأما هؤلاء فإنهم يصدون عن سبيل الله ويجرون الخلق إلى الغرور بالله بلفظ الرجاء💙■💙 فيزيدهم كلامهم جراءة على المعاصي ورغبة في الدنيا♥︎■♥︎ ومنهم فرقة أخرى قنعوا بحفظ كلام الزهاد وأحاديثهم في ذم الدنيا فهم يحفظون الكلمات على وجهها💙■💙 ويؤدونها من غير إحاطة بمعانيها فبعضهم يفعل ذلك على المنابر وبعضهم في المحاريب♥︎■♥︎ وبعضهم في الأسواق مع الجلساء وكل منهم يظن أنه إذا تميز بهذا القدر إذ أنه حفظ كلام الزهاد💙■💙 وأهل الدين دونهم فقد أفلح ونال الغرض وصار مغفورا له وآمن عقاب الله♥︎■♥︎ من  غير أن يحفظ ظاهره وباطنه عن الآثام ولكنه يظن أن حفظه لكلام أهل الدين💙■💙 يكفيه وغرور هؤلاء أظهر من غرور من قبلهم 💙■💙وفرقة أخرى أستغرقوا أوقاتهم في علم الحديث في سماعه وجمع الروايات الكثيرة منه♥︎■♥︎ وطلب الأسانيد الغريبة العالية.💙■💙 فهمة أحدهم أن يدور في البلاد ويرى الشيوخ ليقول أنا أروى عن فلان♥︎■♥︎ ولقد رأيت فلان ومعي من الإسناد ما ليس مع غيري فمنهم أنهم إذا لم يفهموا معاني هذة الأحاديث💙■💙 ولا يعملون بها وقد يفهمون بعضها أيضا ولا يعملون بها♥︎■♥︎ وهو أنهم يتركون العلم الذي هو فرض عين وهو معرفة علاج القلب💙■💙 ويشتغلون بتكثير الأسانيد وطلب المعالى منها ولا حاجة بهم إلى شيء من ذلك♥︎■♥︎ وإلى هنا نكتفي وفي الجزء الرابع بمشيئة الله💙■💙 سنتناول توضيح الصنف الثاني من أصناف المغترين بتوفيق الله وبفضله وهم أرباب العبادة والعمل♥︎■♥︎ اللهم أهدنا بفضلك فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت💙■💙 وبارك اللهم لنا فيما أعطيت وقنا وأصرف عنا شر ما قضيت إنك سبحانك تقضي بالحق ولا يقضي عليك♥︎■♥︎ اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار💙■💙 اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه♥︎■♥︎ وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين💙■💙 والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته♥︎■♥︎