🥀💐⚘❤⚘🌷أولئك الذين أشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون🥀💐❤🥀💐🌹🥀《 الجزء الرابع 》

الحمد لله رب العالمين .حمدا وشكرا إلى أبد الآبدين💙■💙 والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي♥︎■♥︎ وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا💙■💙 نستكمل اليوم الجزء الرابع من قول الله تبارك وتعالى♥︎■♥︎《▪︎ أولئك الذين أشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون▪︎》💙■💙 واليوم سنتكلم عن الصنف الثاني وهم أرباب العبادة والعمل والمغرورون♥︎■♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎ منهم فرق كثيرة فمنهم من غروره في الصلاة ومنهم من غروره في تلاوة القرآن💙■💙 ومنهم من غروره في الحج ومنهم من غروره في الغزو ومنهم في الزهد وكذلك كل مشغول بمنهج من مناهج العمل♥︎■♥︎ فليس خاليا عن الغرور إلا الأكياس وقليل ما هم فمنهم فرقة أهملوا الفرائض وأشتغلوا بالفضائل والنوافل💙■💙 وربما تعمقوا في الفضائل حتى خرجوا إلى العدوان والسرف♥︎■♥︎ كالذين تغلب عليهم الوسوسة في الوضوء فيبالغون فيه ويسرفون في صب الماء💙■💙 وذلك منهي عنه وقد يطول الأمر حتى يضيع الصلاة ويخرجها عن وقتها♥︎■♥︎

■●■□■●○●□♡♤♡■□●♡■●■◇♡■●■

 وإن لم يخرجها عن وقتها فهو مغرور لما فاته من فضيلة أول الوقت💙■💙 ومنهم فرقة أخرى غلبت عليهم الوسوسة في نية الصلاة فلا يدعه الشيطان حتى يعقد نية صحيحة♥︎■♥︎ بل يشوش عليه حتى تفوته الجماعة ويخرج الصلاة عن وقتها💙■💙 ومنهم قد يوسوسون في التكبير حتى قد يغيرون صيغة التكبير لشدة الإحتياط فيه ويغفلون فى جميع الصلاة♥︎■♥︎ فلا يحضرون قلوبهم للصلاة فيتعبون انفسهم في تصحيح النية في أول الصلاة💙■💙 وفرقة أخرى تغلب عليهم الوسوسة في إخراج حروف الفاتحة وسائر الأذكار من مخارجها♥︎■♥︎ فلا يزال يحتاط في التشديدات والفرق بين الضاد والظاء وتصحيح مخارج الحروف في جميع صلاته💙■💙 لا يهمه غيره ولا يتفكر فيما سواه مبعدا وبعيدا عن معنى القرآن والإتعاظ به♥︎■♥︎ وصرف الفهم إلى أسراره💙■💙 وفرقة أخرى إغتروا بقراءة القرآن وربما يختمونه في اليوم والليل مرة♥︎■♥︎ ولسان أحدهم يجري به وقلبه يتردد في أودية الأماني إذ لا يتفكر في معاني القرآن💙■💙 لينزجر بزواجره ويتعظ بمواعظه ويقف عند أوامره ونواهيه♥︎■♥︎ وفرقة أخرى إغتروا بالصوم وربما صاموا الدهر أو صاموا الأيام وهم فيها لا يحفظون ألسنتهم💙■💙 عن الغيبة وخواطرهم عن الرياء وبطونهم عن الحرام عند الإفطار♥︎■♥︎ وهم مع ذلك يظنون أنهم يفعلون الخير فيهملون الفرائض💙■💙 ويطلبون النفل ثم لا يقومون بحقها♥︎■♥︎ وفرقة أخرى أغتروا بالحج فيخرجون للحج من غير خروج عن المظالم وقضاء الديون💙■💙 وإسترضاء الوالدين وطلب الزاد الحلال♥︎■♥︎ وهناك فرقة أخرى حرصت على النوافل ولم يعظم إعتدادها بالفرائض ترى أحدهم يفرح بصلاة الضحى وبصلاة الليل💙■💙

♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎■♥︎

 وأمثال هذة النوافل ولا يجد للفريضة لذة ولا يشتد حرصه على المبادرة بها في أول الوقت♥︎■♥︎ ونسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه💙■💙《▪︎ ما تقرب المتقربون الي بمثل أداء ما أفترضت عليهم▪︎》♥︎■♥︎ وترك الترتيب بين الخيرات من جملة الشرور 💙■💙💙💙💙💙💙♥︎♥︎♥︎♥︎  وأما الصنف الثالث من المغرورون فهم المتصوفة وما أغلب الغرور عليهم♥︎■♥︎ والمغترون  منهم فرق كثيرة ففرقة منهم وهم أهل هذا الزمان إلا من عصمه الله💙■💙 أغتروا بالزي والهيئة والمنطق فساعدوا الصادقين من الصوفية في زيهم وهيئاتهم♥︎■♥︎ وفي ألفاظهم وفي أدابهم ومراسمهم وفي أحوالهم الظاهرة في السماع والرقص والطهارة والصلاة💙■💙 والجلوس على السجادات ولم يتعبوا قط أنفسهم في المشاهدة والرياضة ومراقبة القلب♥︎■♥︎ وتطهير الباطن والظاهر من الآثام الخفية والجلية💙■💙 ومنهم فرقة أخرى أدعت علم المعرفة ومشاهدة الحق ومجاوزة المقامات♥︎■♥︎ والأحوال والملازمة في عين الشهود والوصول إلى القرب فهم ينظرون إلى الفقهاء والمفسرين والمحدثين💙■💙 وأصناف العلماء بعين الإزدراء فضلا عن نظرهم للعوام لأنهم يدعون المعرفة والعلم ومشاهدة الحق♥︎■♥︎ ومجاوزة المقامات ويقولون عن العباد بأنهم إجراء متعبون ويقولون عن العلماء إنهم بالحديث عن الله محجوبون💙■💙 ويدعون لأنفسهم إنهم الواصلون إلى الحق وأنهم من المقربون♥︎■♥︎ وهم عند الله من الفجار المنافقين💙■💙 وفرقة أخرى منهم وقعت في الإباحة وطووا بساط الشرع ورفضوا الأحكام وسووا بين الحلال والحرام♥︎■♥︎ فبعضهم يزعم أن الله مستغن عن عملي فلما أتعب نفسي💙■💙 وبعضهم يقول قد كلف الناس تطهير القلوب عن الشهوات وعن حب الدنيا وذلك محال فقد كلفوا ما لا يمكن♥︎■♥︎ وإنما يغتر به من لم يجرب وأما نحن فقد جربنا وأدركنا أن ذلك محال💙■💙 وفرقة أخرى أدعوا حسن الخلق والتواضع والسماحة فتصدوا لخدمة الصوفية♥︎■♥︎

●♡□◇●♡●♡●♡■♡◇●♡●♡◇♤●♡□♡●

 فجمعوا قوما وتكلفوا بخدمتهم وأتخذوا ذلك شبكة للرئاسة وجمع المال💙■💙 وإنما غرضهم التكبر وهم يظهرون الخدمة والتواضع وغرضهم الإرتفاع♥︎■♥︎   وفرقة أخرى جاوزوا هؤلاء ولم يلتفتوا إلى ما يفيض عليهم من الأنوار في الطريق💙■💙 ولا إلى ما تيسر لهم من العطايا الجزيلة ولم يعرجوا على الفرح بها♥︎■♥︎ والإلتفات إليها جادين في السير حتى قاربوا فوصلوا إلى حد القربة إلى الله تعالى💙■💙 فظنوا أنهم قد وصلوا إلى الله فوقفوا وغلطوا فإن الله سبحانه وتعالى له سبعين حجابا من نور♥︎■♥︎ لا يصل السالك إلى حجاب من تلك الحجب في الطريق ويظن انه قد وصل💙■💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙💙♥︎♥︎♥︎♥︎ وأما الصنف الرابع وهو آخر صنف وهم أرباب الأموال والمغترون♥︎■♥︎ منهم فرق كثيرة ففرقة منهم يحرصون على بناء المساجد والمدارس والأعمال الخيرية💙■💙 وما يظهر للناس كافة ويكتبون أساميهم على هذة المنشآت ليتخلد ذكرهم♥︎■♥︎ ويبقى بعد الموت أثرهم وهم يظنون أنهم قد يستحقوا المغفرة بذلك💙■💙 وقد أغتروا فيها لأن أحدهم يبنونها من أموال إكتسبوها من الظلم والنهب والرشاوي♥︎■♥︎ والجهات المحظورة فهم قد تعرضوا لسخط الله في كسبها وتعرضوا لسخطه في إنفاقها💙■💙 وكان الواجب عليهم الإمتناع عن كسبها فإذا قد عصوا الله بكسبها♥︎■♥︎ فالواجب عليهم التوبة والرجوع إلى الله ورد هذة الأموال إلى ملاكها💙■💙 إما بأعيانها أو برد بدلها عند العجز فإن عجزوا عن الملاك كان الواجب ردها الى الورثة♥︎■♥︎ فإن لم يبقى للمظلوم وارث فالواجب صرفها إلى أهم المصالح وربما يكون الأهم💙■💙 التفرقة على المساكين وهم لا يفعلون ذلك خيفة من أن يظهر ذلك للناس♥︎■♥︎ فيبنون الأبنية وغرضهم من بنائها الرياء وجلب الثناء وحرصهم على بقائها لبقاء أسمائهم مكتوبة عليها💙■💙 لا لبقاء الخير وهم يظنون بأنفسهم الإخلاص وقصد الخير في الإنفاق على الأبنية♥︎■♥︎ ومنهم من أكتسب المال من الحلال وأنفقها على المساجد وهم أيضا مغرورون💙■💙 بالرياء وطلب الثناء  ربما يكون هناك فقراء ومحتاجين بالقرى المجاورة هم أفضل وأولى من الصرف على بناء المساجد وزينتها♥︎■♥︎ وإنما يخف عليهم الصرف على المساجد ليظهر ذلك بين الناس💙■💙 ومنهم من يصرف أمواله في زخرفة المساجد وتزيينها بالنقوش التي هي منهي عنها♥︎■♥︎ وشاغلة قلوب المصلين ومختطفة أبصارهم فالمقصود من الصلاة الخشوع وحضور القلب💙■💙

♡■●♡■●♡■●♡■●♡■●♡■●♡■□♡

 وذلك يفسد قلوب المصلين ويحبط ثوابهم بذلك ووبال ذلك كله يرجع إليه♥︎■♥︎ وهو مع ذلك يغتر به ويرى أنه من الخيرات ويعد ذلك وسيلة إلى الله تعالى💙■💙 وهو مع ذلك قد تعرض لسخط الله وهو يظن أنه مطيع له وممتثل لأمر الله♥︎■♥︎ وقد شوش قلوب عباد الله بما زخرفه من المسجد وربما شوقهم به إلى زخارف الدنيا💙■💙 فيشتهون مثل ذلك في بيوتهم ويشتغلون بطلبه ووبال كل ذلك في رقبته♥︎■♥︎ إذ المسجد للتواضع ولحضور القلب مع الله سبحانه وتعالى💙■💙 فقال مالك إبن دينار أتى رجلان مسجدا فوقف أحدهم على الباب وقال مثلي لا يدخل بيت الله♥︎■♥︎ فكتبه الملكان عند الله صديقا فهكذا ينبغي أن تعظم المساجد💙■💙 وهو أن يرى تلويث المسجد بدخوله فيه بنفسه جناية على المسجد♥︎■♥︎ لا أن يرى تلويث المسجد بالحرام أو بذخرف الدنيا منة على الله تعالى💙■💙 فإن الله سبحانه وتعالى لا يعبئ ولا يهتم بالذهب والفضة ولا بهذة الحجارة♥︎■♥︎ التي تعجبكم شيئا إن أحب الأشياء إلى الله تعالى القلوب الصالحة💙■💙 بها يعمر الله الأرض وبها يخرب إذا كانت على غير ذلك♥︎■♥︎ ويقول أبو الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم💙■💙《▪︎ إذآ زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم▪︎》♥︎■♥︎ وقال الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبني مسجد المدينة💙■💙 أتاه جبريل عليه السلام فقال له إبنه سبعة أذرع طولا في السماء لا تزخرفه ولا تنقشه ♥︎■♥︎  وهناك فرقة أخرى ينفقون الأموال في الصدقات على الفقراء والمساكين💙■💙 ويطلبون بها المحافل الجامعة والزهو والتفاخر بين الناس♥︎■♥︎ فيقول أبو نصر التمار رحمه الله أن رجلا جاء يودع بشر بن الحارث وقال له قد عزمت على الحج💙■💙 أفتأمرني بشيء فقال له كم أعددت النفقة فقال ألفي درهم♥︎■♥︎ فقال بشر في أي شيء تبتغي بحجك تزهدا أو إشتياقا إلى البيت أو إبتغاء مرضاة الله💙■💙 فقال إبتغاء مرضاة الله فقال له بشر فإن أصبت مرضاة الله تعالى وأنت في منزلك♥︎■♥︎ وتنفق ألفي درهم وتكون على يقين من مرضاة الله تعالى أتفعل ذلك💙■💙 قال نعم قال له بشر إذهب فإعطها لعشرة أنفس♥︎■♥︎ مديون يقضي بها دينه وفقير يرم فقره ومعيل يغني عياله ومربي يتيم يفرحه💙■💙 وإن قوي قلبك تعطيها واحدا فأفعل فإن إدخالك السرور على قلب المسلم وإغاثة اللهفان وكشف الضر♥︎■♥︎ وإعانة الضعيف أفضل من مائة حجة بعد حجة الإسلام قم فأخرجها كما أمرناك💙■💙

●■♤♡◇■●■♤◇♡■●□■◇♤♤●■□●

 وعندما سألوا بشرا إن فلانا الغني كثير الصوم وكثير الصلاة♥︎■♥︎ فقال المسكين ترك حاله ودخل في حال غيره وإنما حال ذلك الغني هو إطعام الطعام للجياع والإنفاق على المساكين💙■💙 فهذا أفضل له من تجويعه نفسه ومن صلاته لنفسه ومن جمعه للدنيا♥︎■♥︎ ومنعه الأموال عن الفقراء فإن ما ذكرناه من مداخل الغرور أمر لا يتخلص منه أحد💙■💙 ولا يمكن الأحتراز منه وهذا يوجب اليأس بالنفس♥︎■♥︎ إذ لا يقوى أحد من البشر على الحذر من خفايا هذة الآفات💙■💙 فنقول الإنسان إذآ فترت همته في شيء أظهر اليأس منه وأستعظم الأمر وأستصعب الطريق♥︎■♥︎ وإذا صح منه الهوى أهتدى إلى الحيل وأستنبط بدقيق النظر خفايا الطرق في الوصول إلى الغرض💙■💙 حتى إن الانسان إذا أراد أن يستنزل الطير المحلق في جو السماء مع بعده منه إستنزله♥︎■♥︎ وإذا أراد أن يخرج الحوت من أعماق البحار إستخرجه💙■💙 وإذا أراد أن يستخرج الذهب والفضة من تحت الجبال إستخرجها♥︎■♥︎ وإذا أراد أن يقنص الوحوش المطلقة في البراري والصحاري إقتنصها💙■💙 وإذا أراد أن يستسخر السباع والفيلة وعظيم الحيوانات إستسخرها♥︎■♥︎ وإذا أراد أن يأخذ الحيات والأفاعي ويعبث بها أخذها وأستخرج الترياق من أجوافها💙■💙 وإذا أراد أن يعرف مقادير الكواكب وطولها وعرضها إستخرجها بدقيق الهندسة ذلك وهو مستقر على الأرض♥︎■♥︎ وكل ذلك بإستنباط الحيل وإعداد الآلات فسخر الفرس للركوب والكلب للصيد وسخر النسور لإقتناص الطيور💙■💙 وهيئ الشبكة لإصطياد السمك إلى غير ذلك من دقائق حيل بني آدم♥︎■♥︎ كل ذلك لأن همه أمر دنياه وذلك معين له على دنياه💙■💙 فلو همه أمر آخرته فليس عليه إلا شغل واحد هو تقويم قلبه♥︎■♥︎ فعجز عن تقويم قلبه وتخاذل وقال هذا محال ومن الذي يقدر عليه💙■💙 وأنه ليس ذلك بمحال مثال ذلك كمثل البيت المعمور إن مر عليه اللصوص♥︎■♥︎ إن وجدوا به شيئا عالجوه وإن لم يجدوا فمضوا وتركوه💙■💙 فالقلب الخالي عن الهوى لا يدخله الشيطان♥︎■♥︎ بمعنى إذآ دخل اللصوص البيت ليسرقوه إن وجدوا به شيئا للسرقة أخذوه وإن لم يجدوا فخرجوا وتركوا البيت💙■💙 فكذلك الشيطان إذا دخل قلب الإنسان ووجده خاليا من أمور الدنيا فكما دخله فكما يخرجه♥︎■♥︎ لا يؤثر على قلبه بشيء الشيطان💙■💙 اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة♥︎■♥︎ اللهم أجعلنا من المقبولين المحظوظين بحفظك ورعايتك يا أرحم الراحمين💙■💙 اللهم أدخلنا في عبادك الصالحين اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه♥︎■♥︎ اللهم أهدنا بفضلك فيمن هديت وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين💙■💙 ونقول قولنا هذا ونستغفر الله العظيم لنا ولكم♥︎■♥︎ والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته💙■💙