⚘🌷🥀❤🌹⚘ أولئك الذين أشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون 🌹⚘🌷❤🌹⚘الجزء الأول

الحمد لله رب العالمين. حمدا وشكرا الى أبد الآبدين♥︎■♥︎ الحمد لله الذي بيده مقاليد الأمور وبقدرته مفاتيح الخيرات والشرور💙■💙 مخرج أوليائه من الظلمات إلى النور ومهلك أعدائه ورطات الغرور♥︎■♥︎ والصلاة على محمد مخرج الخلائق من الظلمات إلى النور💙■💙 وعلى آله وأصحابه الذين لم تغرهم الحياة الدنيا ولم يغرهم بالله الغرور♥︎■♥︎ صلاة تتوالى على مر الدهور ومكر الساعات والشهور💙■💙 أما بعد فمفتاح السعادة اليقظة والفطنة ومنبع الشقاوة الغرور والغفلة♥︎■♥︎ فلا نعمة لله على عباده أعظم من نعمة الإيمان والمعرفة💙■💙 ولا وسيلة إليه سوى إنشراح الصدر بنور البصيرة♥︎■♥︎ ولا نقمة أعظم من الكفر والمعصية ولا داعي إليهما سوى عمي القلب بظلمة الجهالة♥︎■♥︎ فالأكياس وأرباب البصائر قلوبهم💙■💙《▪︎ كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة▪︎》♥︎■♥︎ والمغترون قلوبهم💙■💙《▪︎ كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج♥︎ من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض■ إذا أخرج يده لم يكن يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور▪︎》♥︎■♥︎ فالأكياس هم الذين أراد الله أن يهديهم فشرح صدرهم للإسلام والهدى💙■💙 والمغترون هم الذين أراد الله أن يضلهم فجعل صدرهم ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء♥︎■♥︎ والمغرور هو الذي لم تنفتح بصيرته ليكون بهداية نفسه كفيلا فأتخذ الهوى قائدا والشيطان دليلا💙■💙 ويقول الله تبارك وتعالى♥︎■♥︎《▪︎ ومن كان في هذة أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ▪︎》💙■💙وإذا عرف أن الغرور هو أم الشقاوات ومنبع المهلكات فلابد علينا من شرح مداخله ومجاريه♥︎■♥︎ وتفصيل ما يكثر من وقوع الغرور فيه ليحذره المريد بعد معرفته فيتقيه💙■💙 فالموفق من العباد من عرف مداخل الآفات والفساد فأخذ منها حذره وبنى على الحزم والبصيرة أمره♥︎■♥︎ والمغترون من كل صنف فرق كثيرة وجهات غرورهم مختلفة فمنهم من رأى المنكر معروفا💙■💙 كالذي يتخذ المساجد ويزخرفها من المال الحرام♥︎■♥︎ ومنهم من لم يميز بين ما يسعى فيه لنفسه وبين ما يسعى فيه لله سبحانه وتعالى💙■💙 كالواعظ الذي غرضه القبول والجاه ومنهم من يترك الأهم ويشتغل بغيره♥︎■♥︎ ومنهم من يترك الفرض ويشتغل بالنافلة ومنهم من يترك اللباب ويشتغل بالقشر💙■💙 كالذي يكون همه في الصلاة مقصورا على تصحيح مخارج الحروف إلى غير ذلك من مداخل♥︎■♥︎ لا تتضح إلا بتفصيل الفرق وضرب الأمثلة وكل ما ورد في فضل العلم وذم الجهل فهو دليل على ذم الغرور💙■💙 لأن الغرور عبارة عن بعض أنواع الجهل لأن الجهل هو أن يعتقد الشيء ويراه على خلاف ما هو به♥︎■♥︎ والغرور هو جهل إلا أن كل جهل ليس بغرور فالغرور هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع💙■💙 عن شبهة وخدعة من الشيطان فمن أعتقد أنه خير إما في العاجل أو الآجل عن شبهة فاسدة فهو مغرور♥︎■♥︎ وأكثر الناس يظنون بأنفسهم الخير وهم مخطئون فيه فأكثر الناس إذا مغرورون💙■💙 وإن أختلفت أصناف غرورهم وأختلفت درجاتهم حتى كانوا غرور بعضهم أشد وأظهر من بعض♥︎■♥︎ وأشد الغرور هو غرور الذين لا يؤمنون بالله ويشركون معه إلها آخر💙■💙 فمنهم من غرته الحياة الدنيا ومنهم من غره بالله الغرور أما الذين غرتهم الحياة الدنيا ♥︎■♥︎فهم الذين قالوا النقد خير من النسيئة والدنيا نقد والآخرة نسيئة فهي إذا خير💙■💙 فلابد من إيثار هذه الدنيا وقالوا اليقين خير من الشك ولذات الدنيا يقين ولذات الآخرة شك♥︎■♥︎ فلا نترك اليقين بالشك وهذة كلها قياسات فاسدة تشبه قياس إبليس💙■💙 عندما قال لرب العزة《▪︎ أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين▪︎》♥︎■♥︎ وإلى ذلك يقول الله تبارك وتعالى عنهم《▪︎ أولئك الذين أشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون▪︎》💙■💙 وعلاج هذا الغرور إما بتصديق الإيمان وإما بالبرهان أما التصديق فبمجرد الإيمان♥︎■♥︎ فهو أن يصدق الله تعالى في قوله《▪︎ ما عندكم ينفذ وما عند الله باق▪︎》💙■💙 وأيضا يقول تبارك وتعالى《▪︎ وما الحياة الدنيا إلآ متاع الغرور▪︎》♥︎■♥︎ وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك طوائف من الكفار فقلدوه وصدقوه آمنوا به ولم يطالبوه بالبرهان💙■💙 ومنهم من قال نشدتك بالله يا محمد أبعثك الله رسولا فكان يقول نعم فيصدق وهذا إيمان العامة♥︎■♥︎ وهو يخرج من الغرور وينزل هذا منزلة تصديق الصبي والده في أن حضور المكتب خير من حضور الملعب💙■💙 مع أنه لا يدري وجه كونه خيرا وأما المعرفه بالبيان والبرهان فهو أن يعرف وجه فساد هذا القياس♥︎■♥︎ الذي نظمه في قلبه الشيطان فالغرور سبب وذلك السبب هو دليل وكل دليل فهو نوع قياس💙■💙 يقع في النفس ويورث السكون إليه وإن كان صاحبه لا يشعر به ولا يقدر على نظمه بألفاظ العلماء♥︎■♥︎ فالقياس الذي نظمه الشيطان فيه أصلان أحدهما أن الدنيا نقد والآخرة نسيئة وهذا صحيح💙■💙 والآخر قوله إن النقد خير من النسيئة وهذا محل التلبيس فليس الأمر كذلك♥︎■♥︎ بل إن كان النقد مثل النسيئة في المقدار والمقصود فهو خير💙■💙 وإن كان أقل منها فالنسيئة خير فإذا حذرك الطبيب من أكل لذائذ الأطعمة والفاكهة♥︎■♥︎ تركت ذلك في الحال خوفا من المرض في المستقبل فقد تركت النقد ورضيت بالنسيئة💙■💙 وعند هذا يفزع الشيطان إلى القياس الآخر وهو أن اليقين خير من الشك والآخرة شك♥︎■♥︎ وهذا القياس أكثر فسادا من الأول لإن كلا أصليه باطل إذ اليقين خير من الشك💙■💙 إذا كان مثله فالتاجر في تعبه على تجارته على يقين وفي ربحه على شك♥︎■♥︎ والصياد في تردده في المقتنص على يقين وفي الظفر بالصيد على شك💙■💙 وكذلك المريض يشرب الدواء البشع الكريه وهو من الشفاء على شك♥︎■♥︎ ومن مرارة الدواء على يقين💙■💙 فكذلك من شك في الآخرة فواجب عليه بحكم الحزم أن يقول أيام الصبر قليلة♥︎■♥︎ وهو منتهى العمر بالإضافة إلى ما يقال من أمر الآخره فإن كان ما قيل فيه كذبا💙■💙 فما يفوتني إلا التنعم أيام حياتي وقد كنت في العدم من الأزل إلى الآن♥︎■♥︎ لا أتنعم فاحسب إني بقيت في العدم وإن كان ما قيل صدقا فأبقى في النار أبد. الآباد💙■💙 وهذا لا يطاق ولهذا قال علي إبن ابي طالب كرم الله وجهه لبعض الملحدين♥︎■♥︎ إن كان ما قلته حقا فقد تخلصت وتخلصنا وإن كان ما قلناه حقا فقد تخلصنا وهلكت💙■💙 وما قال هذا عن شك منه في الآخرة ولكن كلم الملحد على قدر عقله وبين له أنه وإن لم يكن متيقنا فهو مغرور♥︎■♥︎ وأما من يعتقد ويغتر ويؤمن بأن الآخره فيها شك فهو أيضا أخطأ في ذلك💙■💙 والمؤمنون عندهم الآخرة يقين وهنا الفرق الإيمان والتصديق تقليدا للأنبياء والعلماء♥︎■♥︎ وذلك أيضا يزيل الغرور وهو مدرك يقين العوام وأكثر الخواص💙■💙 ومثالهم مثال المريض لا يعرف علاج لعلته وقد أتفقوا الأطباء عن آخرهم على أن دوائه النبت الفلاني♥︎■♥︎ فإنه تطمئن نفس المريض إلى تصديقهم ولا يطالبهم بتصحيح ذلك بالبراهين الطبية💙■💙 بل يثق بقولهم ويعمل بنصحهم به لأنهم أعلم منه في العلاج وفي الطب فهو يصدقهم♥︎■♥︎ وكذلك الأنبياء والعلماء هم أعلم منا في الدين وفي معرفة الله ومعرفة كيفية عبادة الله💙■💙 فهم يعلمون ما أخذوه عن الله فيجب علينا أن نؤمن إيمان يقين بما جاءوا به من عند الله♥︎■♥︎ فكذلك من نظر الى المقرين بالآخرة والمخبرين عنها والقائلين بأن التقوى هو الدواء النافع في الوصول الى سعادتها💙■💙 وجدهم خير خلق الله وأعلاهم رتبة في البصيرة والمعرفة والعقل وهم الأنبياء والاولياء والحكماء والعلماء♥︎■♥︎ وأتبعهم عليه الخلق على أصنافهم وشذ عن إتباعهم من لا يؤمن بالله وغلبت عليهم الشهوة ومالت نفوسهم الى التمتع في الدنيا💙■💙 فعظم عليهم ترك الشهوات وعظم عليهم الإعتراف بأنهم من أهل النار فجحدوا الآخره وكذبوا الأنبياء♥︎■♥︎ وأما معرفة الآخرة والإيمان بها فهو الوحي للانبياء والالهام للاولياء💙■💙 ولا تظنن أن معرفة النبي عليه الصلاة والسلام لأمر الآخرة ولأمور الدين فهو تقليد لجبريل عليه السلام للسماع منه♥︎■♥︎ كما أن معرفتك تقليد للنبي صلى الله عليه وسلم حتى تكون معرفتك مثل معرفته💙■💙 فالانبياء يكشف الله لهم سبحانه وتعالى عن حقيقة الروح وأنها من أمر الله تعالى♥︎■♥︎ وليس المراد بكونه من أمر الله الأمر الذي يقابل النهي لأن ذلك الأمر كلام والروح ليس بكلام💙■💙 وليس المراد بالأمر الشأن حتى يكون مراد به أنه من خلق الله♥︎■♥︎ فقط لأن ذلك عام في جميع المخلوقات فالعالم عالمان عالم الأمر وعالم الخلق ولله الأمر والخلق💙■💙 ولنرجع الى الغرض المطلوب فالمقصود أن غرور الشيطان بأن الآخرة شك يدفع إما بيقين تقليدي وإما ببصيرة ومشاهدة من جهة الباطن♥︎■♥︎ والمؤمنون بألسنتهم وبعقائدهم إذا ضيعوا أوامر الله تعالى وهجروا الأعمال الصالحة💙■💙 وتمتعوا بالشهوات والمعاصي فهم يشاركون للكفار في هذا الغرور لأنهم آثروا الحياة الدنيا على الآخرة♥︎■♥︎ نعم أمرهم أخف لأن أصل الإيمان يعصمهم عن عقاب الأبد💙■💙 فيخرجون من النار ولو بعد حين ولكنهم أيضا من المغرورين فإنهم أعترفوا بأن الآخرة خير من الدنيا♥︎■♥︎ ولكنهم مالوا الى الدنيا وآثروها ومجرد الإيمان لا يكفي للفوز فيقول الله تبارك وتعالى💙■💙 《▪︎وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم أهتدى▪︎》♥︎■♥︎ ويقول الله تبارك وتعالى أيضا💙■💙《▪︎ والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر▪︎》♥︎■♥︎ فوعد المغفرة في جميع كتاب الله تعالى مرتبط بالإيمان والعمل الصالح لا بالإيمان وحده💙■💙 فهؤلاء مغرورون أعني المطمئنين الى الدنيا الفرحين بها الفرحين بنعيمها المحبين لها♥︎■♥︎ الكارهين للموت مخافة فوات لذات الدنيا دون الكارهين للموت خوفه لما بعده💙■💙 فهذا مثال الغرور بالدنيا من الكفار والمؤمنين جميعا ♥︎■♥︎وسنذكر مثالين للغرور بالله من غرور الكافرين والعاصين فأما غرور العاصين والكافرين فمثاله💙■💙 قول بعضهم في أنفسهم وبألسنتهم إنه لو كان لله من معاد فنحن أحق به من غيرنا♥︎■♥︎ ونحن أوفر حظا فيه وأسعد حالا كما أخبر الله تعالى عنهم من قول الرجلين المتحاورين💙■💙 إذ قال《▪︎ وما أظن الساعة قائمة ولإن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا▪︎》♥︎■♥︎ وجملة أمرهم كما نقل في التفسير أن الغير مؤمن بالله بنى قصرا بألف دينار واشتري بستانا بألف دينار💙■💙 وخدم بألف دينار وتزوج إمرأه بألف دينار وفي ذلك كله لو أشتري قصرا في الجنة♥︎■♥︎ لا يفنى ولا يخرب وأشتري بستانا يخرب ويفنى وفي الجنة لايفني💙■💙 وخدم لا يفنون فيرد الغير مؤمن بالله على المؤمن ويقول له ما هناك شيء وما قيل من ذلك فهو أكاذيب♥︎■♥︎ وإن كان فليكونن لي في الجنة خير من هذا💙■💙 وكذلك وصف الله سبحانه وتعالى قول العاص بن وائل اذ يقول♥︎■♥︎《▪︎ لأوتين مالا وولدا▪︎》 فقال الله تعالى ردا عليه💙■💙《▪︎ أطلع الغيب أم أتخذ عند الرحمن عهدا▪︎》♥︎■♥︎ وهذا كله من الغرور بالله وسببه قياس من قياسات إبليس نعوذ بالله منه💙■💙 وذلك أنهم ينظرون مرة الى نعم الله عليهم في الدنيا فيقيسون عليها نعمة الآخرة♥︎■♥︎ وينظرون مرة الى تأخير العذاب عنهم فيقيسون عليهم عذاب الآخرة كما قال الله سبحانه وتعالى💙■💙 《▪︎ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول▪︎》♥︎■♥︎ فيقول الله تبارك وتعالى جوابا لقولهم 💙■💙《▪︎حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير▪︎》♥︎■♥︎ ومره ينظرون الى المؤمنين وهم فقراء شعث غبر فيضحكون عليهم ويستحقرونهم ويستهزئون بهم💙■💙 فيقولون أهؤلاء أمتن الله عليهم من بيننا وترتيب القياس الذي نظمه في قلوبهم أنهم يقولون♥︎■♥︎ كان إحسان الله إلينا بنعيم الدنيا وكل محسن فهو محب وكل محب فإنه يحسن أيضا في المستقبل💙■💙 وإنما يقيس المستقبل على الماضي بواسطة الكرامة والحب إذ يقول لولا إني كريم عند الله ومحبوب لما أحسن إلي♥︎■♥︎ والتلبيس تحت ظنه أن كل محسن محب لا بل تحت ظنه ان إنعامه عليه في الدنيا إحسان💙■💙 فقد إغتر بالله إذ ظن أنه كريم عنده بدليل لا يدل على الكرامة♥︎■♥︎ بل عند ذوي البصائر يدل على الهوان ومثل ذلك💙■💙 أن يكون للرجل عبدان يكره أحدهما ويحب الآخر فالذي يحبه يمنعه من اللعب ويلزمه المكتب ويحبسه فيه♥︎■♥︎ ليعلمه الأدب ويمنعه من الفواكه وملاذ الأطعمة التي تضر ويسقيه الأدوية التي تنفعه💙■💙 والذي يكرهه يهمله ليعيش كيف يريد فليلعب ولا يدخل المكتب ويأكل كل ما يشتهي♥︎■♥︎ فيظن هذا العبد المهمل أنه عند سيده محبوب كريم لأنه مكنه من شهواته ولذاته💙■💙 وساعده على جميع أغراضه فلا يمنعه ولم يحجر عليه♥︎■♥︎ وذلك هو محض غرور وهكذا نعيم الدنيا ولذتها فإنها مهلكات ومبعدات من الله💙■💙 فإن الله يحمي عبده من الدنيا وهو يحبه كما يحمي أحدكم مريضه من الطعام والشراب وهو يحبه♥︎■♥︎ وكان أرباب البصائر إذا أقبلت عليهم الدنيا حزنوا وقالوا ذنب عجلت عقوبته💙■💙 ورأوا ذلك علامه المقت والإهمال وإذا أقبل عليهم الفقر قالوا مرحبا بشعار الصالحين♥︎■♥︎ والمغرور إذا أقبلت عليه الدنيا ظن أنها كرامة من الله وإذا صرفت عنه ظن أنها هوان كما أخبر الله تعالى عنه إذ يقول💙■💙 《▪︎فأما الإنسان إذا ما أبتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمني♥︎♥︎ وأما إذا ما أبتلاه فقدر عليه رزقه فيقول رب أهانني▪︎》♥︎■♥︎ فأجاب الله عن ذلك  💙■💙《▪︎كلا▪︎》💙  أي ليس كما قال إنما هو إبتلاء نعوذ بالله من شر البلاء ونسأل الله التثبيت♥︎■♥︎ فبين أن ذلك غرور الدنيا قال الحسن رضى الله عنه وأرضاه كذبهم الله جميعا بقوله💙■💙《▪︎ كلا▪︎》💙 يقول ليس هذا بإكرامي ولا هذا بهواني ولكن الكريم من أكرمته بطاعتي غنيا كان او فقيرا💙■💙 والمهان من أهنته بمعصيتي غنيا كان♥︎■♥︎ ام فقيرا وهذا الغرور علاجه معرفه دلائل الكرامة والهوان إما بالبصيرة او بالتقليد💙■💙 فأما البصيرة بأن يعرف وجه كون الإلتفات إلى شهوات الدنيا مبعدا عن الله♥︎■♥︎ ووجه كون التباعد عنه مقربا إلى الله ويدرك ذلك بالالهام💙■💙 في منازل العارفين والاولياء وأما معرفته بطريقة التقليد والتصديق♥︎■♥︎ فهو أن يؤمن بكتاب الله تعالى ويصدق رسوله صلى الله عليه وسلم 💙■💙فيقول الله تبارك وتعالى♥︎■♥︎《▪︎ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون▪︎》💙■💙 فالله سبحانه وتعالى كلما أحدثوا ذنبا أحدث لهم نعمة ليزيد غرورهم♥︎■♥︎ فمن آمن بالله تخلص من هذا الغرور فإن منشأ هذا الغرور الجهل بالله وبصفاته💙■💙 فإن من عرفه لا يأمن مكره ولا يغتر بأمثال هذة الخيالات الفاسدة♥︎■♥︎ وينظر إلى فرعون وهامان وقارون وملوك الأرض وما جرى لهم كيف أحسن الله إليهم إبتداء ثم دمرهم تدميرا إنتهاء💙■💙 فقال سبحانه وتعالى♥︎■♥︎ 《▪︎هل تحس منهم من أحد▪︎》💙■💙 فمنشأ  هذا الغرور أنه أستدل بنعم الدنيا على أنه كريم عند ذلك المنعم♥︎■♥︎ وأحتمل ان يكون ذلك دليل الهوان ولكن ذلك الإحتمال لا يوافق الهوى💙■💙 فالشيطان بواسطة الهواء يميل بالقلب الى ما يوافقه والتصديق بدلالته على الكرامة♥︎■♥︎ وهذا هو حد الغرور فغرور العصاة من المؤمنين بقولهم إن الله كريم💙■💙 وإنا لنرجو عفوه وإتكالهم على ذلك وإهمالهم الأعمال♥︎■♥︎ وتحسين ذلك بتسمية تمنيهم وإغترارهم رجاء💙■💙 وظنهم ان الرجاء مقام محمود في الدين وأن نعمة الله واسعة ورحمته شاملة وكرمه عميم♥︎■♥︎ وأين معاصي العباد في بحار رحمته وإنا موحدون ومؤمنون فنرجوه بوسيلة الإيمان💙■💙 وربما كان مستند رجاؤهم التمسك بصلاح الآباء وعلو رتبتهم♥︎■♥︎ كأغترار العلوية بنسبهم ومخالفة سيرة آبائهم في الخوف والتقوى والورع💙■💙 وظنهم أنهم أكرم على الله إذ آبائهم مع غاية الورع والتقوى♥︎■♥︎ كانوا خائفين وهم مع غاية الفسق والفجور آمنون وذلك نهاية الإغترار بالله تعالى♥︎■♥︎ فقياس الشيطان للعلوية أن من أحب إنسانا أحب أولاده وأن الله قد أحب آبائكم فيحبكم💙■💙 فلا تحتاجون إلى الطاعة وينسي المغرور أن نوح عليه السلام أراد أن يستصحب ولده معه في السفينة♥︎■♥︎ فلم يقدر فكان من المغرقين فسأل الله سبحانه وتعالى يا رب إنه إبني💙■💙 ومن أهلي فقال الله تبارك وتعالى له يا نوح إن إبنك ليس من أهلك إنه عمل غير صالح♥︎■♥︎ وعندما أراد سيدنا إبراهيم عليه السلام الإستغفار لأبيه💙■💙 فلم ينفعه وعندما أستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن يزور قبر أمه♥︎■♥︎ ويستغفر لها فأذن له في الزيارة ولم يؤذن له في الإستغفار فجلس يبكي على قبر أمه لرقته لها💙■💙 حتى أبكى من حوله فهذا أيضآ إغترارا بالله تعالى وهذا لإن الله تعالى يحب المطيع ويبغض العاصي♥︎■♥︎ فكما أنه لا يبغض الأب المطيع ببغضه للولد العاصي فكذلك لا يحب الولد العاصي بحبه للأب المطيع💙■💙 ولو كان الحب يسري من الأب الى الولد لأوشك  أن يسري البغض أيضآ بل الحق ألا تزر وازرة وزر أخرى♥︎■♥︎ ومن ظن أنه ينجو بتقوى أبيه كمن ظن أنه يشبع بأكل أبيه ويروى بشرب أبيه ويصير عالما بتعلم أبيه💙■💙 نكتفي هنا اليوم بهذا القدر وفي المرة القادمة إن شاء الله نستكمل الجزء الثاني من هذا الموضوع♥︎■♥︎ موضوع الغرور بالله والإغترار بالنفس أعاذنا الله وإياكم من هذا الغرور ونجانا منه💙■💙 اللهم أغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر اللهم تب علينا وأرحمنا إنك أنت الرحمن الرحيم♥︎■♥︎ اللهم إغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه💙■💙 وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته♥︎■♥︎